رياح الحنين.
ألا يا ديارا عشت فيها شبابي
عليك سلام مفعم بعذابي
بنار الجوى ، بالشوق يقطر في دمي
ويعبث بالأوصال دون حساب
تركتك مضطرا على غير عادتي
وهل ينفع المشتاق طول عتاب؟
هناك عرفت الحب دون تكلف
وألقيت قلبي في هدير عباب
ولم أرهب الأمواج وهي عنيفة
وطرت كنسر هازئ بسحاب
إلى أن تتالت في الغرام هزائمي
وودعت أحلاما مضت كسراب
إلى الله أشكو غربة ومواجعا
ونزف جراح قد يشي بذهابي
سأفتح للعطر المداهم شرفتي
عسى الدهر يحنو بعد طول مصاب !
وهل أنا إلا في المحبة طائر
يغني غناء العاشق المتصابي
أميل مع الأنسام شرقا ومغربا
وأرنو إلى العلياء مثل شهاب
ولكن حظا جائرا قد أطاح بي
وجرع قلبي الصب مر شراب !
أنا الفارس المقهور دون منازع
وهبت لهذا الحب كل شبابي
ولم أجن من هذا الغرام سوى الأسى
طوى سنوات العمر طي كتاب
أنا العاشق المغلوب ضاعت مرافئي
وتاه شراعي في كثيف ضباب
ولا حول لي إلا الحنين أبثه
وأنثر عطري في حروف خطابي
عسى الدهر من بعد الجفاء يرق لي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق