تركت أهلي وأحبابي وأعضادي
فليهنإ اليوم أعدائي وحسادي
طارت بنا لبلاد البين امنية
حسبتها الحظ نادى بعد إجهاد
فطرت كالطير و الأشواق عاصفة
إلى بعيد لأروي غلة الصادي
فما آرتويت ولا التوفيق صادفني
ولا الأماني اطلت بعد تسهاد !
كانت ليالي الهوى بالأنس عامرة
والعمر أكمله قد كان أعيادي
فما لريح الأسى في البين عاصفة
وما لحلمي تولى دون إسعادي ؟
مازلت أهفو إلى دوح بواحتنا
على خميله غنى البلبل الشادي
لرفة العطر في الأنسام هاطلة
للغصن يرقص في لطف وإسعاد
لغابة الفل والنارنج في بلدي
للنخل يهزج ، للصفصاف في الوادي
تلك الربوع على بعد تغازلني
فيهتف القلب ، سقيا أيها النادي !
للحب عندي عهود سوف احفظها
فالحب نبع رواني منذ ميلادي
للأرض أبقيه غيثا في خمائلها
يهمي على الفيء في ريف وأنجاد
للعاشقين إذا حنوا لرؤيتنا ،
إلى نسيم من الأبعاد ، مياد ...
كان الفؤاد هنا بالعطر يسبقهم
ويلثم الترب في زهو وإنشاد
يا حبذا الروض و الريحان منسكب
وللصبا هبة في جوه الهادي
لو نسمة من شذا الأحباب تنعشني
مع الأصائل وافت رغم أبعاد
لكنت أسعد من يهواك يا وطنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق