*****
يتربّص بها الطامعون
يسكنها المخرّبون
يدير شؤونها السّفهاء الفاسدون
البلاد تبيت ليلها باكية
سمات اللوم و العتاب
تشوب مظهرها
تبدو قاحلة ظامئة
بيد أن خارطتها خضراء
تغزو سماءها سحب قاتمة
يلفّها ضباب مخيف
و الوقت يمرّ سدى
يحزنها وطء أقدام الخائنين
و ما آلت إليه الظنون
عيناها يأرّقها الظّلام
خيالات أطياف أبناءها
تحت جلدها يتسلّلون
بداخلها نار الفتنة يوقدون
يتطّبعون بسنن الأوّلين
يحسبون أنفسهم ملائكة
و هم شياطين الشياطين
يحبطون عزائم أبناء جلدتهم
يتّهمونهم بالفساد ..
لعمري إنّهم هم الفاسدون
تئنّ الأرض من وطأة أفعالهم
لا تبارك أعمالهم و ما يصنعون
رغم ذلك تغدق عليهم..
أخلافا من الرّزق و ما يشتهون
البلاد ..
بداخلها سيل دماء
تؤبّن الأفراح صباحا مساء
تنعى السعادة الراحلة
الواقع يهزأ بها
والماضي يقهقه في تشفّ
أجواؤها ضيّقة منقبضة
لظى الغدر يحرقها
مطعونة في الصميم
بسيوف أبناءها ..
تعاني ثخين الجراح
البلاد يصمّ مسامعها
وقع أقدام الفاسدين
أيديهم متذرّعة يريدون ..
طمس عين الشمس
فنغدوا في ضلال مبين
هم يدبّون في مناكبها
آناء اللّيل و أطراف النّهار
من بين ضلوعها يأكلون
الخيرات الحسان ..
لكنّ أكثرهم لا يشكرون
البلاد ..
صدرها واسع
منّها شاسع
منها ننطلق آملين
و إليها نؤوب غانمين
تظلّلنا بالأمن ليلا نهارا
تدعونا للحبّ و التسامح
و المساواة و التناصح
ترهف السّمع إلى السّماء
وهي تقرأ آيات الحبّ
تذكّرها بجعجعة الخيول
و أصداء الصهيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق