الجمعة، 18 ديسمبر 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء..أخلاق حياتنا اليوم...بقلم معالي الأستاذ:محمد جعيجع

أَخْلَاقُ حَيَاتِنَا اليَومْ
أَخْلَاقُ حَيَاتِنَا اليَومْ ـ محمد جعيجع (من الجزائر) 18 ديسمبر2020
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كَمْ ذَا يُكَابِدُ مُسْلِمٌ وَ يُلَاقِي ... فِي عَالَمٍ يَعُجُّ بِالفُسَّاقِ
إِنِّي لَتُؤْلِمُنِي الخِلَالُ وَضِيعَةً ... أَلَمَ الفَقِيدِ بِسَكْرَةٍ وَفِرَاقِ
وَتَسُوءُنِي رُؤْيَهْ الكُهُولَةِ وَ الصِّبَى ... بَيْنَ المَفَاسِدِ سَوْءَةَ الإِحْرَاقِ
فَالشَّعْرُ بَيْنَ تَقَازُعٍ وَصِبَاغَةٍ... وَاللِّبْسُ بَيْنَ تَرَاكُضٍ وَلَحَاقِ
وَ الفِعْلُ بَيْنَ تَنَابُزٍ وَسِبَابَةٍ ... وَ النُّطْقُ بَيْنَ تَرَاشُقٍ وَ نِفَاقِ
وَ الأَكْلُ بَيْنَ مُكَرَّهٍ وَ مُحَرَّمٍ ... وَ الشُّرْبُ بَيْنَ مُسَكِّرٍ وَ مَحَاقِ
وَ الصَّحْبُ بَيْنَ تَغَافُلٍ وَ مَصَالِحٍ... وَالأَهْلُ بَيْنَ تَقَاطُعٍ وَ شِقَاقِ
وَ الدِّينُ بَيْنَ مُكَفِّرٍ وَ مُضَلَّلٍ ... وَ الدَّيْنُ بَيْنَ قَطِيعَةٍ وَ تَشَاقِي
وَ الحُبُّ بَيْنَ مُنَافِقٍ وَ مُدَلِّسٍ ... وَ الزَّوْجُ بيْنَ تَخَالُعٍ وَ طَلَاقِ
وَ الفَرْحُ بَيْنَ مُزَمِّرٍ وَ مُطَبِّلٍ ... وَ القَرْحُ بَيْنَ مَخَالِبِ الإِنْفَاقِ
وَ البَيْعُ بَيْنَ مُطَفِّفٍ وَ مُغَشِّشٍ ... والجِنْسُ بَيْنَ لِوَاطَةٍ وَ سِحَاقِ
وَ الطِّبُّ بَيْنَ مُشَعْوِذٍ وَ عِطَارَةٍ ... وَ العِلْمُ بَيْنَ بَرَاثِنِ الأَوْرَاقِ
وَ الحُكْمُ بَيْنَ خِيَانَةٍ وَ فِجَارَةٍ ... وَالعَدْلُ بَيْنَ أَصَابِعِ الأَفَّاقِ
فَإِذَا رُزِقْتَ خَلِيقَةً مَذْمُومَةً ... فَقَدِ اِبْتَلَاكَ مُقَسِّمُ الأَرْزَاقِ
فَالنَّاسُ هَذَا هَمُّهُ فَقْرٌ وَذَا ... جَهْلٌ وَ ذَاكَ مَفَاسِدُ الأَخْلَاقِ
وَ الفَقْرُ إِنْ لَمْ تَزْدَرِيهِ مُحَصَّنًا ... بِالصَّبْرِ كَانَ غِوَايَةَ الإِمْلَاقِ
وَ الجَهْلُ إِنْ لَمْ تَعْتَرِكْهُ شَمَائِلٌ ... تُرْدِيهِ كَانَ مَنِيَّةَ الإِشْرَاقِ
لَا تَحْسَبَنَّ الجَهْلَ يَنْزَحُ وَحْدَهُ ... مَا لَمْ يُطَوَّقْ خَطْبُهُ بِوَثَاقِ
كَمْ مِنْ جَاهِلٍ حَازَ العُلُومَ شَهَائِدًا ... بِوَسِيطَةٍ وَدَفِيعَةٍ وَعِنَاقِ
وَطَبِيبِ قَوْمٍ حَائِزًا لِعِطَارَةٍ ... أَضْحَى يُمَارِسُ مِهْنَةَ الحَلَّاقِ
وَأَدِيبِ قَوْمٍ كَاتِبًا لِطَلَاسِمٍ ... فَكَأَنَّهَا لِلْعَقْلِ خَمْرَةُ سَاقِي
يَسْبِي العُقُولَ ذَلِيلَةً بِبَيَانِهِ ... قَلَبَ الحَقَائِقَ رَهْبَةً بِطِبَاقِ
وَ مُهَنْدِسٍ يَبْنِي عَمَارًا جَاهِلًا ... فَنَّ البِنَاءِ وَ صَنْعَةَ الأَنْفَاقِ
وَمُعَلِّمٍ يُنْشِئْ عُقُولًا غَافِلًا ... مِنْ أَنْ يَكُونَ مُتَوَّجًا بِخَلَاقِ
قَامُوْا بِتَرْبِيَةِ النِّسَاءِ سَوَافِرًا ... طَلَبًا لِحُرِّيَةٍ عَلَى الأَعْنَاقِ
فَإِذَا بِهِنَّ غَبَاوَةٌ وَسَذَاجَةٌ ... مِنْ فَجْرِ إِشْرَاقٍ إِلَى إِخْفَاقِ
عِفُّوْا تَعِفُّ نِسَاءُكُمْ وَ احْمُوْا بِهَا ... أَوْلَادَكُمْ مِنْ مُشْخَصِ الأَحْدَاقِ
الأُمُّ مَدْرَسَةٌ جَرَى إِفْسَادُهَا ... وَالشَّعْبُ نَائِمُ نَوْمَةً بِفَوَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ قَدْ جَرَى إِتْلَافُهُ ... بِالرِيِّ مِنْ دَوَارِقِ الدِّرْيَاقِ
الأُمُّ أُسْتَاذٌ تَكَاثَرَ حَوْلَهُ ... الجُهَّالُ وَالمِسْكِينُ فِي انْسِيَاقِ
لَا تَدْنُ مِنْ أَخْلَاقِ أَسْلَافٍ لَنَا ... أَخْلَاقُ كَاهِنٍ وَ لَا شِدْيَاقِ
نَفَثُوْا السُّمُومَ وَ خَبَّئُوْا تِرْيَاقَهَا ... وَ البَابُ أُغْلِقَ أَيَّمَا إِغْلَاقِ
فَأَقُولُ صُومُوْا عَنْ فُتَاتِ بَعُوضَةٍ ... وَحَضَارَةٍ مَسْمُومَةٍ وَ بَوَاقِي
وَ أَقُولُ عُودُوْا لِلشَّمَائِلِ وَصْفَةً ... لِتَحَرُّرٍ وَ لِكَامِلِ الإِعْتَاقِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَخْلَاقُ حَيَاتِنَا اليَومْ ـ محمد جعيجع (من الجزائر) 18 ديسمبر2020

هناك تعليق واحد: