الجمعة، 12 يونيو 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء....في ‏حافلة...بقلم المتألق والمبدع الأستاذ موسى العقرب

في حافلة

ركبت في حافلة فيها أربعين كرسي
وكان فيها مقعد شاغر
ركبت رحلتي أنا وحقيبتي
وأنا جالس ألتفت خلفي لأرى من معي
فلم أجد سوى أنا وحقيبتي
فتوزعنا أنا في كرسي وحقيبتي في كرسي
نظرت من النافذ كان الطريق طويل
 والسائق يغني ويهذي
ألتفت إليّ قال هل مستمتع أنت معي
قلت ومن تكون قال أنا عمرك
وكل مافيك لي يشتكي
أما المقاعد فيه عمرك الذي جاء بي
وأما أيام الصبا عشر فلست في عدها تعي
والمقعد الشاغرة هذا جسدك الذي تعتلي
أخذني الصمت والذهول كيف عرف بي
قال وهو يراني في حيآتي لا تعجب
وأنت في رحلتي تحمل راحلتي
إبيض شعرك وتحمل بيديك أجلي
قلت بل حقيبتي قال أفتحها
ستجد فيها أعمالك وكفني
هجست الخيفة في قلبي
أرحلة العمر هكذا تمضي
 وأنا لم أعرفها وأعي
قلت له توقف أن كنت رحلتي
قال إن شئت أنظر إلى توقفي
فلم يبقى إلا أن ترى كل قسوتي
لقد إستمتعت وأنت تنظر من نافذتي
ولهوت في ملذات الدنيا ولم ترعى قافلتي
هي في صحراء وأنت عن حرها ملتهي
أعدت لك قبراً فيها الملذات تختفي
والأهل والأحبة تركوك فما بهم تلتقي
هل تأمرني أن أتوقف وتعلم آخر رحلتي
قلت لا دعني أصحح غلطتي
وأنزل عن كبوتي وأملئ حقيبتي
كنت ضرير غفلتي فأخذت كل سرعتي
هذا كان في حاجتي سأعطيه ساعتي
وتلك كنت خطيئتي سأعدل بها زلتي
وهؤلاء طلبوا نجدتي سأسعفهم بصحوتي
وآخرين ظلمتهم كيف أنجو من ظلمتي
سأعترف وأعتذر لعلي أجد مسألتي
والمال هذا من حرام هو في يدي
سأرده وأرتاح من حسرتي
آه ماذا جنيت بأسرتي في نصحها سكينتي
قلت له هل لك أن ترجع برهة في مدينتي
قال هيهات هنا يا عزيزي آخر محطتي
فنزلت محمولاً من حافلتي وقد ضاقت غرفتي
آه يا حافلتي بسرعة إنتهت رحلتي
ها قد جاءت النهاية ودقة ساعتي 

بقلم           موسى العقرب
العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق