******
لا تخبر أحدا..!
أنّي مريض ..
و أنّ الأنفاس بصدري تضيق
و أن ممرّ الحياة يضيع بخطوي
و اترك فرسي مشدودا
إلى النخلة ..
على مرمى حجر
من منزلي ..
يصهل صهيل الرحيل
يهزّ جذعها داعيا
قد يستجيب له ربّ السّماء
فيرحمني بالشّفاء
**********
لا تخبر أحدا ..!
سنديانتي ..
و زهور روضي ..
ستعتني بي ..
تصون كرامتي ..
تحفظ عرضي ..
**********
لا تخبر أحدا ..!
حتّى لو سقط الضوء
من فضائي إلى فنائي
و تحوّلت أيّامي
كلُّها ليل شتاء
إن طال سقمي
و عزّ شفائي
و حلّ وقت الذبول
و صرعت الخوف
و عانقت الشّرف
لا تدعهم يبكونني
فبعض النواح دعاء
دع النهار . .
يرصد الأنوار ..
يبكي عند ظلّي
و دع الليل يزرع السماء
نجوما كما اعتاد
و إذا أخذ العمر
كلّ سنيني و زاد
بلّغ سلامي
لمواطئ أقدامي
لرياح الفجاج
لطيور الأقاصي
للبحر المترامي
للموج الأجاج
و مد ضراعيك نحوي
خذ ما يصلح لك منّي
و لا تش بي لظلّي
آليت على نفسي
أن لا يعلم سرّي
ليبقى هائما يبحث عنّي
و لا تتلو سورة الحزن
على مرقدي ..
و لا تضع شاهدا
على قبري ..
و اترك يداي مبسوطتين
كلّ البسط للمدى
و اترك أبواب قلبي مشرعة
قد يأوي إليه الفقراء
و لا تبكيني
كي لا يبكيني الوجود
والأزمنة.. و الأمكنة
و اقبل على الحياة
بالعزم نفسه ..
كأنّي معك ..
مازلت عضدك ..
مازلت زندك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق