الجمعة، 9 أكتوبر 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء....حنين ‏وذكرى...بقلم المتألق والمبدع الأستاذ البشير المشرقي

حنين وذكرى.
قل للأحبة إن خطرتم في الكرى 
سال الحنين على الجوانح أنهرا  
ما كان نأيا هجرنا عن فيئكم 
لكنما عهد الوصال ثعذرا 
سيظل هذا القلب يحفظ ودكم 
مهما بعدتم والفراق تجبرا !
بالأمس كنت كمثل طير صادح
غنى على الغصن الرطيب وكبرا 
سكب الحنين على الغصون غمامة 
هطلت على كل المسالك أبحرا 
واليوم جف العطر وانتشر الأسى
بين الأضالع والفؤاد تحيرا 
سقيا لأرض كنت فيها شاديا 
سقيا لها حسنت وطابت منظرا 
قلبي لها رغم البعاد على لظى 
يا ويح قلب قد يموت تحسرا !
بين وتذكار وشوق عاصف 
وجوانح فيها الحنين تفجرا  
لو كان هذا القلب يعرف حتفه 
ما كان في بحر التشوق أبحرا 
لكنها الأقدار قد حكمت على 
هذا الفؤاد بأن يعيش محيرا !
من بعد ما كانت حياتي روضة
أضحت سحابا في الجوانح ، ممطرا 
جف الشذا وذوت غصوني كلها 
وذوى الخميل وكان غضا أخضرا !
رحل الزمان الحلو ، ولى هاربا 
ومضى الربيع كأنه ما أبهرا 
سكتت طيور الروض بعد غنائها 
وذوت عطوري والعبير تبخرا 
وبقيت وحدي في الخلاء مرابطا 
من بعد ما عهد المحبة أدبرا 
هل عودة يا قلب للوطن الذي 
سالت مياهه في عروقي كوثرا؟
هل يرجع الحسون للدوح الذي 
كم في غصونه راقه أن يسهرا ؟
لهفي على الزمن الجميل وأنسه 
ولت مباهجه ، رأيته مدبرا 
ما كان هجرا نأينا ، لكنما 
كان الرحيل على الغريب مقدرا !
سأموت وجدا لا محالة في النوى 
وبداخلي شوق أناخ وزمجرا 
هل عودة يا رب للوطن الذي 
تعبت ضلوعي من هواه وما درى ! البشير المشرقي. تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق