الاثنين، 5 أكتوبر 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء....رحيل... بقلم المتألق والمبدع الأستاذ البشير المشرقي

رحيل.
كيف ارتحلت وغبت عن أحبابي 
وتركتهم للريح والأتعاب ؟ 
وأنا الذي قد كنت فيهم طائرا 
غنى غناء العاشق المتصابي 
أسكنتهم في القلب حتى أنهم 
كانوا لقلبي روضة الأطياب 
وتصرم العهد الجميل وغادروا 
فيئي بلا سبب من الأسباب !
يجرون خلفي والحنين يهزهم 
مثل القطا في جيئتي وذهابي 
يتأملون ملامحي وكأنهم 
خافوا علي ضراوة الأوصاب 
واليوم غابوا عن عيوني فجأة 
وبقيت وحدي أصطلي بعذابي !
عيني على مرج النخيل وسعفه 
مكلومة مبتلة الأهداب 
يا ليتني بين المسارب عشبة 
أو زهرة في روضة وهضاب 
أتوسد الأعطاف تحت خميلة 
مالت علي بظلها المنساب 
والطير حولي في الأصائل منشد 
والوقت يعدو منذرا بذهاب !
سقيا لأرض كنت فيها هانئا 
مع فتية من خيرة الأصحاب 
دارت علينا الكأس مترعة وقد 
غنى الهزار بصوته المنساب 
مالت علينا في الأصيل خمائل 
قد عطرتها الريح بالأطياب 
يا لهفة المشتاق كيف تصرمت 
تلك العهود وكيف ضاع شبابي؟
وبقيت مثل الطير فارق وكره 
وبكى طويلا فرقة الأحباب !
كيف ارتحلت عن الأحبة والحمى 
وعن الديار وحسنها الخلاب ؟
عبثت بأيامي النوى فأضعتها 
وأضعت عمرا رائع الأحقاب 
أيعود عهد ما سلوت عطوره 
ويعود للمشتاق نفح شباب ؟
ويرى الأحبة في الديار تجمعوا 
والنجم يلمع هازئا بسحاب 
يا جنة المشتاق شوقي هاطل 
هل تقبلين تشوقي وعذابي ؟
إن عدت سوف أعود أهديك الشذا 
أو مت ، أمنيتي إليك إيابي ! البشير المشرقي. تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق