أهديتني لقباً،
ترنّمت به، منذ اللحظة الأولى التي وضعوك فيها على ذراعي؛ قالوا أرضعيه، حينها شعرت بالخشوع أمام عظمة جسدك اللدن الصغير؛ كيف وصلت هذه الكلمة إلى شفاهي، كيف نطقتها، لا أعرف ولم أتعلّم؛ إنّها من أسرار الخلق والوجود، أرددها ولا أملّ سماعها، مرّات ومرّات، وقد تضاعف عددها عندما احتضنت أخاك، وعاودتني كل الأحداث والذّكريات والتّصرفات، وكأنّها المرّة الأولى، حينها أصبحت أحلامي لكما تزهر.
أضع رأسيكما على حضني، أناغيكما، أقبّلكما، ولشدّة قبلاتي تنزعجان، كم أنا عنيفة في حبّكما حتّى الآن. لا أعترف أنْكما كبرتما ويزداد تعلّقي واشتياقي لأن أسمع منكما هذه الموسيقى العذبة: ماما.
يا قصيدة أملي ونور البيت وحياتي، ماذا وماذا أتذكّر؟ وأنا الأمّ، بكما أفخر.
هل أتذكّر اليد الصغيرة التي خشيت عليها من يدي عندما أمسكتها؟ ومن قبلتي عندما لثمتها؟ أم الضّحكة الأولى وعذوبتها، كيف حملتك وتهاديت ورقصت مع رنينها طربا.
أم الخطوة الأولى أم المدرسة أم الشهّادات أم الفرحة الأكبر!
عمر يمضي وعمري معكما يصغر. أجاريكما في المزاح واللعب، أركض، أتعثّر ؛ تضحكان وتتغامزان، تعلمان أنّي مع تعليقاتكما، وجهي يتهلّل.
في لقياكما أنثر فرحاً، أخفي حبّاً، وقلبي يعتصر شوقاً لضمّكما، تفضحه عيني فتلمع، وعند وداعكما تدمع.
فما زلتما ولديّ الصّغيرين.
روزيت عفيف حدّاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق