هي الأيامُ فازْرعْها وُروُدا
فلا عادَتْ وتَأْبى أن تَعودَ
تُريدُكَ صابِراً إمّا تَجنَّتْ
وثَغْراً إنْ أباحَتْكَ الخُدُودَ
فلا دُنيا ... بلا ألَمٍ تَكنَّتْ
ولو كانتْ حديداً كُنْ حَديدا
ستصغُرُ في عُيونِكَ عارِفاتٍ
....... بأنَّ اللهَ غلَّلَها قُيودا
فما كانتْ لِقبْلِكَ مِنْ أسامٍ
أعارتْهُمْ وما ضَمِنَتْ خُلُودا
وما شقَّتْ جُيوباً يومَ بادوا
... ولو أيّامُهُمْ كانتْ سُعُودا
يَحبُّكَ في سَعادَتِها قَطيعٌ
تَربَّى في مَديحِكَ مُستَفيدا
فَإنْ قامتْ بِكَ الأيامُ قاموا
وإنْ قَعَدَتْ بكِ احتاروا قُعودا
ويَكرهُكَ الّذي كانتْ ظِلالاً
يَداكَ عَليْهِ ..لو قَطعَتْ وَريدا
ولولا قِلَّةٌ مازالَ فيهِمْ ....
جَمالٌ ..... يا لِقِلَّتِهِمْ وُجُودا
فَهمْ سِيَّانُ في المَلْقى نُزولاً
كما سِيّانُ في المَرقَى صُعودا
وهمْ عيناكَ لو قُطِعَتْ طريقٌ
إلى أُخرى تَدُلُّكَ مُستَريدا
لَقلْتُ لهذهِ الدُّنيا سلاماً ....
.... بِما أوْلَيْتِ عُبّاداً عَبيدا
فلا أرضاكِ صاحِبةً لِعَينيْ
إذا ما كُنْتِ للأُخرى وَقُودا
ولا في القلبِ تسكُنُنيْ حياةٌ
وكانتْ زِينةَ الأنذالِ جِيدا
أُجدِّدُ غُربَتِيْ جَمَعَتْ لِئاماً
وأمسحُ دَمعةً خَسِرتْ رَصيدا
تَصَفَّتْ كُلُّ بارِحةٍ بِجسْميْ
إلى أنْ طارَ وِجدانِيْ وَحِيدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق