( بلاد العرب .. أحزاني )
يا هشام الجخ ..
لن أردد أغنيتك بعد اليوم ..
سأرتق فمي . و أقطع بالسكين لساني، ..
نهر هموم الشعوب قد ربا ..
طفح الكيل .. و وصل السيل الزبى ..
أغرقتا تخاذلكم في بحر الذل و الهوان ..
فصارت بلاد العرب .. أحزاني ..
لن أرسم العربي ممشوقا بهامته ..
سأكسر فرشاتي ..
و أبعثر على الرصيف ألواني ..
قد كفرت بعروبتي .. و أتحداكم ..
لا يشرفني ماضيكم و لا تاريخكم ..
منذ قديم الزمان ..
و أمتي تئن .. تحلم .. تذبح ..
نعم .. تذبح بأيدي أبنائها .
و تسبح في بحر من دمائها ..
القتيل ابن عمومة القاتل ..
و النعي ثغلبي ..و الراثي ..
إما علقمة الفحل أو النابغة الذبياني ..
ضجرت من ظلي.. ومن تاريخي ..
ضجرت من أفكاري و أشعاري ..
حلمت لو تشرق شمس النهار ..
لكن لم يطلع نهاري ..
سقطت صريعة أحلامي أمامي ..
طال ليلي و تفرعت أشجاني ..
فكيف أقول بعد هذا ..
بلاد العرب أوطاني ؟!! ..
كم أنت رائعة و خائنة يا لغة الضاد ..
لو يعود إلى الوراء زماني ..
كنت أحرقت الخيام المضروبة ..
لأجل الشعر بسوق عكاظ ..
لو يعود إلى الوراء زماني ..
كنت رميت بنهر الفرات ..
ما تبقى من كتب العنتريات ..
لو يعود بي الزمان عصورا ..
لدمرت بساتين الأمراء ..
و لختمت بالشمع الأحمر ..
على أفواه الشعراء ..
و لأسقطت حصونا و أبراحا و قصورا ..
يا جرحي الغائر .. انزف دما ..
فخنجر الغدر في الصدر انغرس .. و أدماني ..
هل سمعتم أن اليهود تذبح اليهود ..
هل سمعتم أن اليهود تتآمر على اليهود ..
لكنني رأيت العرب تذبح العرب ..
و رأيت العرب تتآمر ضد العرب ..
و رأيت جيوش العرب .تسحق العرب ..
فكيف أقول بعد هذا ..
بلاد العرب أوطاني ؟!! ..
ما دنب العراق كي تعيش بلا سلام ..
ما دنب سوريا جنة الشام ..
سأرحل تاركا ورائي ..
تاريخا أحمر .. و حلما منتهي الصلاحية ..
تاركا عارنا و عرينا .. و بعض الجراح ..
و سأبقى أردد ويرد صوتي الصدى ..
بلاد العرب .. أحزاني ..
بلاد العرب .. أحزاني ..
بلا.................
( أحمد الكاظمي 2017/05/ 25 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق