** قصيدة يارَمْلَةَ الصَّحراء :
=================
في الأمرِ حارَ العقلُ والتَّفكيرُ
يارَمْلَةَ الصَّحراءِ ما التفسيرُ ؟
آثارُ أقدامٍ هنا محفورةٌ
ياويحَ نفسي هل هناك خطيرُ ؟
ما للأماكنِ أقفرتْ من أهلها ؟
أيكونُ بعدَ الوصلِ هجرُ مريرُ ؟
لا ترحلوا فالنأيُ يحرقُ مهجتي
والنَّبضُ من حَرِّ الفراقِ حسيرُ
كًلُّ الظُّنونِ تَسَعَّرَتْ في خاطري
وإلى خُطَاكَمْ بالأنينِ أُشيرُ
البؤسُ طَوَّقني بألفِ وجيعةٍ
والحُزْنُ صَيْبٌ كالغمامِ مطيرُ
ونظرتُ نحوَ الخَطْوِ كُلِّي ذاهلٌ
والصّمتُ أطبقَ خانني التَّعبيرُ
والهمُّ ينمو في أديمِ أضالعي
والدّمعُ صَبٌّ في العيونِ غزيرُ
صوتُ يُجلجلُ في حنايا خافقي
والرُّوحُ تشكو والفؤادُ ضريرُ
أَرَحَلْتُمُ حقَّاً وَزِدْتُمْ لوعتي ؟
فسوادُ حزني للثِّيابِ يُعيرُ
ياوحشةَ الأيَّامِ بعد رحيلكمْ
إنَّ الحياةَ بدونكمْ لَسعيرُ
تبتْ أيادي البينِ تخنقُ فرحتي
عمري تمزَّقَ والفؤادُ كَسِيْرُ
لا تسألوا سرَّ الدّموعَ بمقلتي
فسهام أشواقٍ عليَّ تغيرُ
ماعادتِ الأحلامُ تومضُ بالهنا
وبدربِ عمري لا نجومَ تنيرُ
فوقَ احتمالي بُعْدُكمْ ورحيلكم
في إثركم هذا الفؤادُ يسيرُ
ونواظري قد غاب عنها نورها
بكمُ العيونُ وذا الفؤاد بصيرُ
صوتي يناديكمْ ورجفةُ خافقي
باللَّهِ عودوا فالفراقُ خطيرُ
والوجدُ يحرق مهجتي وحشاشتي
لا الدَّمعُ ينفعني ولا التَّصبيرُ
ياليتني عصفورةٌ طَوَّافةٌ
بجناحِ تائقةٍ إليهِ أطيرُ
أَتَتَبَّعُ الآثارَ عَلِّي أهتدي
ولعلَّ آمالي إليه تُشيرُ
مازالَ صوتُ حديثكم في داخلي
وبكمْ فؤادي عالقٌ وأسيرُ
في قربكمْ قد طابَ عمري بالمنى
كم فاحَ من سعدِ اللِّقاء عبيرُ!
في بعدكم هذا الفؤاد معذبٌ
الحلمُ ماتَ وعِيشَتي تكديرُ
باللَّهِ عودوا أو خذوني عندكم
حتّى شرابَ الوصلِ منه نميرُ
آهٍ !! من الأقدارِ لم ترفقْ بنا
بئسَ الرَّحيلُ وبئسَ ذا التَّغييرُ
ياربُّ إنِّي أرتجي بمدامعي
جَمْعَاً بأحبابي فأنتَ قديرُ .
***
القصيدة على وزن البحر الكامل
ريحانة الشام : مريم كباش
الأربعاء، 24 مايو 2017
الشاعرة مريم كباش ( ريحانة الشام )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق