( في حضرة الجنون العظيم )
سيدتي ..
و أنا من قبل ..
كنت في محراب العاسقين تقيا ..
أتأمل في الأحلام عينيك ..
و كان حبي للنساء عفيفا عذريا ..
و حين التقينا يا سيدتي،..
لم أعد كما كنت .. صبا سويا ..
أنا الذي اعتنقت في الغرام جنوني ..
و الجنون صار شريعتي في الحب ..
و كيف لا أجن يا امرأة ..
و قد قبلت منك ثغرا نديا ..
و لامست خدا أسيلا طريا ..
و طاف كفي على محيط كعبيك ..
و على صدى رنبن الخلاخل ..
رقصت أصابعي رقصا غجريا ..
و على حدود صدرك ..
فتشت خلف الدانتيل الأسود ..
و كان مثل سدول الليالي ..
فوجدت بدرا مكتملا بهيا ..
يا رقرافة العينين ..
كنجمين في العلياء ..
يا لجينية الجفنين ..
و حلوة الغمزات ..
من أنجبتك .. هي سيدة النساء ..
مهفهفة أنت .. و فاتنة ..
ميادة .. واثقة الخطوات ..
من بريق هاتيك العينين .
و من لضى وجنتيك .. ذبت عشقا ..
و كيف لا أذوب يا امرأة ؟ ..
لو أنني في القسوة صخر ..
أو أنني في الصبر أيوب ..
سأذوب .. حثما سأذوب ..
نحن الآن يا سيدتي ..
في حصرة الجنون العظيم ..
فبعثريني ..
كما تبعثر ريح الخريف أوراق الزيزفون ..
اجتاحيني كالزلزال .
حتى أنسى من أنا و من أكون ..
احتلي شفتي .. مري على خاصرتي .
و اختالي فوق أوصالي ..
فلا حب ..
إذا لم يولد بين أحضان الجنون ..
( أحمد الكاظمي. 2017/06/14. )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق