السبت، 17 يونيو 2017

الاستاذة سمرا ساي

يوميات رمضان
-------------------------
# واقع 22
  ( لاعودة )
و..كأن يداً خفية ألقت بي على عتبة باب ..فجأة وجدت نفسي مغروسة كشجرة  جذورها متشعبة تخترق الأرض الغريبة بقدرة عجيبة تبدأ حيث أنا..تصل بيت عائلتي الكبير
حديقة غناء وبركة ماء..وأشجار مثمرة تشكر السماء ..
عرائش الدالية والعسيلة..وقطتي الصغيرة البيضاء تقفز هنا وهناك ..
أيقظني صوت يصرخ من داخلي ..لاعلاقة له بالزمن ...لاعلاقة له بغيبوبة الحواس الخمس..عقد طويل من زهور الياسمين ..
يلف عنقي بألم رتيب ..شيء فيّ تغير ..
لربما تحولت دقة قلبي زارا وحشياً بدل ناي الحنين ..
لربما غادرتني براءة طفلة كانت تشعل النار في الهشيم ..
رعشة في جسد الصبر تاهت ..عباءتي الوحيدة تمزقت وهي معلقة على  مشجب لعين
جرس الانذار في ذاكرتي عاد يدق بعنف طبول الحرب الآتية من وطن الصهيل..أحث السير نحو الغياب عند أشجار الحور والصنوبر ..تطوقني رائحة الزيزفون وصابون الغار المعطر تدخل مساماتي المفتوحة للريح..تغلقها برقة السلوفان...
تبصم على جبيني اني ابنة الشام التي لم تسترح
شيء فيّ سيدي تغير ..
لربما أهدابي الموحشة تحولت بحراً أسوداً..وبريق عيني لوزاً مقشراً
لربما كنت في الماضي السحيق أميرة تهز السرير أو قردة تتنط تقلد ذاك الوزير  ..وردة في حضن ربوة تعشق يعسوباً أعمى  اعتقدته بصيراً
لكنني الآن ..تراتيل صلاة لاتصمت ابداً
وخز في ضميري باق ينخر عظمي..وشم على جلدي لايتبدل
انا تربة سورية البريئة ..زهرة أقحوان.  وتغريدة
لسبب ما
انا الآن في حضرة اللا شيء وفي كل شيء ..
صوت المطر يتكتك خيالي..
يرمي علي السلام باختصار
لن أحزن..لن أفرح ..كنت نهراً عاصياً
و..تاب...!!!!
-------------------------------------------------------------------
سمرا ساي/ سوريا
22 رمضان
اسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق