السبت، 17 يونيو 2017

الاستاذة الكاتبة القديرة خديجة اجانا

خواطر عابثة (من أرشيفي )

الغروب في رمضان، هو فترة هدنة قابلة للخرق أحيانا  ،تستريح فيها الشوارع و الطرقات من جنون البشر .. تخلو إلى نفسها لتهدىء  أعصابها ..لتضمد جراحها و تسكت آلامها و أوجاعها .. لتستعيد توازنها ..
تأخذ لذلك مضادات حيوية ،مضادات الالتهاب، مضادات الحساسية والربو، حبوب ضبط الضغط وحبوب الأسبرين ... لتتفرغ بعدها لإحصاء خسائرها، و تقييم خططها و تعديل استراتيجيتها  ... لكن ما أن تبدأ أعصابها تهدأ، و آلامها و أوجاعها تتلاشى، حتى تكون على موعد مع موجة اجتياح جنوني جديد أشد وطأة من ذي قبل، بعد أن تعبأ البطون حد التخمة، و تسكت عصافيرها عن زقزقتها، وبعد أن تروق الأمزجة حد الرقص والطرب .. تنطلق الأقدام و العجلات الثقيلة و الخفيفة لتطأها بقسوة  دون رحمة أو شفقة، تثخن جراحها و تذكي أوجاعها  .. تعلو الأصوات و الضحك والقهقهة، و أبواق السيارات، فيعم الصخب و الضجيج ..وتنتشر الأدخنة تلوث رئتها و تخنق أنفاسها  ... تنفتح جروحها الطرية، يتجدد ألمها و وجعها ،يرتفع ضغطها ... تقاوم و تستميت، لكنها تنهار  بعد أن تنتابها نوبات اكتئاب و هيستريا حادة، لا يخفف من حدتها إلا موعد السحور ...
  ما أقساك يا بشر ! و ما أظلمك !
خديجة أجانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق