... شِكايَةُ شاعِر ...
أُناديْ .. لو سيسمَعُ مَنْ أُناديْ
على رَهْطِ الثَّقافَةِ في بِلاديْ
مِنَ الكُرسِيِّ لا تَعنِيْ كثيراً
إلى الكُرسِيِّ مِنْ ذاتِ العِمادِ
ومِنْ دُورِ الثَّقافةِ بالنَّواحِيْ
إلى دارٍ بها نادَى المُناديْ
ومِنْ ذاتِ المَنابِرِ للأدانيْ
إلى ذاتِ المَقاصِدِ مِنْ بِعِادِ
ومَنْ فيها مَلائكَةٌ إناثٌ
إلى ذاتِ الملائكةِ الشِّدادِ
لقد أطربْتُ ثاكلَةً بِشِعريْ
و واسَيْتُ الحزينَةَ بالحِدادِ
وأوْليْتُ الّذي بالعِشقِ يرقى
حِصانَ العِلمِ في يومِ المَعادِ
ومازجْتُ الخُمارَ بذاتِ دَلٍّ
فأسكرْتُ النَّدى فوقَ الوِرادِ
فَمَنْ يَبغيهِ بالمَعْنى تَغنَّى
ومَا أحلاهُ نَهْداً مِنْ مِدادِيْ
ومَنْ تَرويهِ كأسٌ مِنْ سُلافِيْ
سَيَصحُو في لِحاظٍ مِنْ سُعاديْ
شَهادَةُ مَنْ بِبنْتِ الحَيِّ أدرَى
وفي تَجْرِيدِها حُلْوُ الأياديْ
ومِنْ أُنثَى وتَعرِفُ سِرَّ أُنْثَى
وفي أخواتِها ذاتُ اجتِهادِ
إلى أنْ تَوالانيْ بعيدٌ
أظُنُّ بعينهِ بعضَ السَّوادِ
ونادانيْ غريبٌ عَنْ دِياريْ
بِما يَرتاحُ بالمَعنَى فؤاديْ
فَمِنْ خَلْفِ البِحارِ يُراسِلونِيْ
ومِنْ حادٍ بِمَعزاءِ البواديْ
ولمْ أقرأْ رسالةَ لوذَعِيٍّ
يُسائلُ مَنْ بِذاكَ الشِّعرِ شاديْ ؟
فهلْ صُنِعتْ منابِرُكمْ لِغيرِيْ
مِنَ الأطيارِ بارِحَةٍ وهاديْ
ومِمَّنْ يَجعلُ الأفعالَ تَعويْ
بلِا ذَنْبٍ لِأُمِّ الضَّادِ بَادِ
ومِمَّنْ مِنْ فَصيلَةِ لَستُ أدريْ
و مِنْ أعضاءِ شُلَّةِ أُمِّ جادِ
وأثْتثْنِيْ البلابِلَ صادِحاتٍ
و رهْطاً مِنْ شحاريرِ النَّواديْ
ولولا أنَّ مَدحَ النَّفْسِ عَيْبٌ
لَقلْتُ بأنَّنِيْ حَرْفٌ أُحادِيْ
وأنَّ الشِّعرَ في عَينيَّ يَصحُو
وأنَّ رُؤاهُ ترقُدُ في رُقاديْ
وأنَّ مَلاكَهُ في الحُبِّ بِكْرٌ
بِها سُرُّ السُّلافَةِ في اعتقادِيْ
كلانا باهتِزازِ الوردِ يَنْدى
سِوى ما زادَ بِالخَصرِ انشِداديْ
فَهلْ أسمَعتُ سامِعةً وتُغْضيْ
أمِ استَصرَخْتُ مَقبرَةَ العِبادِ
وهلْ وصَلَتْ شِكايَةُ ذِي شُجُونٍ
ولَيستْ صرخَةً ضاعَتْ بِواديْ
عَسَى أنِّيْ بِمَنْ أهوى تُراباً
أعودُ بحَفْنةٍ ... لو مِنْ رَمادِ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٦/٢٩م