(( لِدِيْكِيَ حِكايَة))
كان عندي عشر دجاجات وديكين
أَحَدُ الديكين كان ممنوعٌ عليه الصِّياح من شقيقه الديك
كان دوماً ينتف ريشه
ممنوع عليه الطعام قبل أن ينتهي الجميع من تناوله
شقيقه الديك يصيح وهو يتلوى بحسرةٍ ولوعةٍ
صدف مَرَّةً أن اغتنم فرصة غياب شقيقه وصاح بصوته المبحوح مجاوباً أحد ديكة الحي ولكن كان ما لم يكن بالحسبان
جاءه الديك المستبد وبدأ بنقره ونتف ريشه حتى سال الدَّم من جسده
تعاطفتُ معه
دعوت في قلبي للديك المستبد بالموت ولم أجرؤ على ذبحه
وبعد أيام ما شاهدت ذاك المستبد بين الدجاجات
حزنتُ عليه وتمنيت لو أنني ذبحته وأكلته لكنه ذهب لصاحب النصيب وهو الثعلب
سبحانك ربي
لقد حرمتني منه وأطعمته للثعلب
لِنَعُد إلى قصة شقيقه الذي كان يبدو مسكيناً ويذوقُ الأَمَرَّين من صاحب الجلالة الديك الفقيد
بعد أيامٍ من رحيل صاحب الجلالة الديك بدأ صاحب السُّمُوِّ الديك يتصرف تصرفاتٍ غريبة عجيبة لم يكن يجرؤ عليها جلالة الديك الفقيد :
صار الذي كان صاحبُ السُّمُوِّ بالأمس صاحب الجلالة اليوم وبدون مراسم مَلَكِيَّة كما يدور في قصور جلالتهم وسُمُوِّهِم الفخمة
_ يمنع الدجاحات من تناول الطعام حتى يشبع ويأذن لَهُنَّ.
_ لا يصيح إلا من على مرتفعٍ ولو بقي نهاراً بدون صياح
وغالباً ما كان يصعد على سطح الجيران حتى يجيب ديكة الحي على صياحهم.
أمرُهُ غريبٌ عجيب
خلال أسابيع قليلة كسا الريش جلده وصار يتباهى بألوانه الزاهية
عرفُهُ كبر بصورة غير متوقعة وأنا كنتُ أظن أنه مخنث لا عرف له
ازداد حجم جسده
وذات يومٍ وبينما كان واقفاً على سطح منزل جيراننا يتبادل الصياح مع ديكة القرية وكأنهم يدعون لأمر ما حصل شجار بين الدجاحات
وقف يراقب المشهد للحظات وهو يقوم بحركات تهديدية لَهُنَّ لكي ينهينَ الصراع في مملكته ولكن من دون جدوى
فما كان منه إلا أن قفز عن السطح غاضباً باتجاههن وكأنه يريد القصاص والحفاظ على شرف المملكة ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان
قبلَ أن يصل للأرض وإذ بالثعلب المتخفي خلف حجرة كبيرة يفتح فاه ويلتقط صاحب الجلالة ويهرب بسرعة كبيرة.
(( فيا أصحاب الجلالة والسُّمُوِّ
صيحوا بأعلى أصواتكم
عندما يأتي دوركم
بطنُ الثعلب الأمريكي الجائع بالانتظار))
الخميس، 21 يونيو 2018
مجلة ملتقى الشعراء والادباء // لديكي حكاية // بقلم المتألق سليمان سليمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق