روح الأرض ....
سِرْ على مهلٍ فالأرض لها روح تستيقظُ مع كلِّ طعنة فأسٍ في التراب ... أعشابٌ كريمة ٌ تنقشُ على الهواء سيرة َعدم كوني ... فوضى وحشية ٌ منتشرة ٌ في كلِّ مكان وكأنّها رُتبتْ بمشيئةِ ساحرٌ عظيم ... أرواحٌ هائمة ٌ خلف موسيقى الشجر ...جمالٌ أُخْلدُ من العقل ...الأعشابُ تتكلم... الأشجارُ تتكلم ... الهواء , الماء , الطين , أقحوانة الحقل , النجمة , الظلام , النور , عشوائية هبوب الرياح , وهطول المطر ...كلها تصرخ : ما من موتٍ هنا ...كلَّ شيءٍ حَسنٌ وكريم ...ومن بين أشجار الغابةِ الهرمةِ ...نطقت شجرةً وقالتْ : كلُّ ما هو حيٌ وجميل ٌهنا هو وريث موتى ...كلُّ ما يُزرَع ْ ويتحرك ويغني ويتفتح ويزُهِر ...إنّما هو يخرجُ من رحم الموت ...الجميع , بشراً وحيواناتٍ وزرعاً ينتسبون إلى أجدادِ موتى عظام ...أنصت إلى الحبل السري للكون ...أنصت إلى رنين النجوم وهي تسبحُ في ماءٍ أزرق ...أنصت إلى تنفس الأعشاب ...أنصت إلى لهاث النمل ...أنصت إلى الفراشات وهي تستحمُ بجداولٍ من نور ...بل أنصت حتى للنور لهُ صوتٌ أيضاً ..؟ صوتُ كريستالٍ يضحك ...تلك هي معجزات الكون العظمى ...فقلت لها : إذا كان كلَّ هذا حي ..لماذا يعتقد ُ الإنسانُ أنهُ المخلوق الوحيد الحي على هذه الأرض ..؟! قالت : لأنهُ لا يبالي بالعقائد ...ولا يواسي الأموات من غير جنسه ...متعجرفٌ رغم ضعفهِ ...لا يقول للمخلوقات الأرض الأخرى ..عفواً ...يمشي مختالاً فخوراً ...ناسياً أن الأرض لها روح أيضاً .....
محمود الزبيدي
السبت، 23 يونيو 2018
مجلة ملتقى الشعراء والادباء // روح الارض //بقلم المتالق محمود الزبيدي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق