السبت، 23 يونيو 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // روح الارض //بقلم المتالق محمود الزبيدي

روح الأرض ....‏
سِرْ على مهلٍ فالأرض لها روح تستيقظُ مع كلِّ طعنة فأسٍ في التراب ... أعشابٌ كريمة ٌ تنقشُ ‏على الهواء سيرة َعدم كوني ... فوضى وحشية ٌ منتشرة ٌ في كلِّ مكان وكأنّها رُتبتْ بمشيئةِ ‏ساحرٌ عظيم ... أرواحٌ هائمة ٌ خلف موسيقى الشجر ...جمالٌ أُخْلدُ من العقل ...الأعشابُ ‏تتكلم... الأشجارُ تتكلم ... الهواء , الماء , الطين , أقحوانة الحقل , النجمة , الظلام , النور , ‏عشوائية هبوب الرياح , وهطول المطر ...كلها تصرخ : ما من موتٍ هنا ...كلَّ شيءٍ حَسنٌ ‏وكريم ...ومن بين أشجار الغابةِ الهرمةِ ...نطقت شجرةً وقالتْ : كلُّ ما هو حيٌ وجميل ٌهنا هو ‏وريث  موتى ...كلُّ ما يُزرَع ْ ويتحرك ويغني ويتفتح ويزُهِر ...إنّما هو يخرجُ من رحم الموت ‏‏...الجميع , بشراً وحيواناتٍ وزرعاً ينتسبون إلى أجدادِ موتى عظام ...أنصت إلى الحبل ‏السري للكون ...أنصت إلى رنين النجوم وهي تسبحُ في ماءٍ أزرق ...أنصت إلى تنفس ‏الأعشاب ...أنصت إلى لهاث النمل ...أنصت إلى الفراشات وهي تستحمُ بجداولٍ من نور ...بل ‏أنصت حتى للنور لهُ صوتٌ أيضاً ..؟ صوتُ كريستالٍ يضحك ...تلك هي معجزات الكون ‏العظمى ...فقلت لها : إذا كان كلَّ هذا حي ..لماذا يعتقد ُ الإنسانُ أنهُ المخلوق الوحيد الحي على ‏هذه الأرض ..؟! قالت : لأنهُ لا يبالي بالعقائد ...ولا يواسي الأموات من غير جنسه ...متعجرفٌ ‏رغم ضعفهِ ...لا يقول للمخلوقات الأرض الأخرى ..عفواً ...يمشي مختالاً فخوراً ...ناسياً أن ‏الأرض لها روح أيضاً .....  ‏
محمود الزبيدي ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق