الأحد، 24 يونيو 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // مناجاة // بقلم الدكتور عبد الوهاب الجبوري

مناجاة

إذا  ذُكِرَ 
بين الكنعانيين أسمُها
همس البابلي ،
حاسر القلب رأتني
فألتقتني ،  جادلتني
وأصطفتني ، فاصطفيتها
والفينيقيُّ  يشهد 
ما أسعدني  بذكرها
سأمدّ القصيد
وأغني اعذب ألحانها
روح  المصريين
سراٌ  تعشقها 
وجهرا  يُحبّون
ملء القلب خالقها
صوتها  مواويل خليجية
تصدح في روابيها
أطلالتها أفريقية شمالية
يذوب القمر في سناها
أسنانها  كحبات اللؤلؤِ
حين ترسلُ ضحكتها
لولا  وفاؤها
ما تنسمنا عبيرها
ما أستأنسنا في  أطلالتها
و ما أرتوينا  صفاءً
من  عيونها
( تهزّ  فوق  صدورنا
عناقيد  نداها)
فتشرق شمسنا ،
ويكتمل بدرنا في سماها
وإذا  ما نابَ  هجرها
عن لقائنا
(وفاض الصّد من دلالها)
أتينا إليها نسعى
فهي الأدرى بحالنا وحالها
يا من زرعتْ
بأرض العروبة وردة
فملأت بردى
والنيل والفراتين
من قوافيها
أبصرتُ في عينيها
بحراً صافيا
ورأيتُ سماءنا في مقلتيها
فوق عرائش العنب كتبتها
وبالدمع فوق الرمل
والأيام رسمتها
أتراها تعرف براعة الاقدار ?
سألتقيها
أم ترى الزمن المهاجر
كان يشهق حاملا سيفه
وراحلته وعشقه
فوق سقف أحلامها
مشدودا يرنو الى حرفها
يا أنت.. يامن تسمّر 
عند بسمتها
دمي المعتّق حنيناً اليها
(حيث الطيور تلمُّ غناءها الحزين
وترحل دون شموع تنتظرها)
بحثا عن التاريخ والسنابل
في قريتها
صبية سمراء سألتقيها
أرنو لبابها
(والجراح إزاري
أبدي هواني)
والدموع  حكاية
في رحاب الله  سارويها
أنا هنا أقيم الليل  خاشعاً
وهناك قلبي
يتلو البسملة والفاتحة
في حضرتها
يارب جئتك مستجيرا راجيا
فالطف بأمةٍ
تصلي الفرائض في محرابها
(يارب جئتك وشراع العمرِ
في يد الأعصارِ)
يارب لا ترجعني طفلا
(يلهو مع الأزهار والأمطار)
يا رب بارك سهرتي
ففي مهجتي
يتوهّج بعض دمي من خدّيها
وفي قلبي
يشرئب الشوق شوقا من مقلتيها
فهيهات .. هيهات
يرنو فؤادي لغيرها

عبدالوهاب الجبوري
٢٠١٨/٦/٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق