.... لَيْلَى و الرَّاهِبُ ....
بَعُدتْ قُلوبٌ والَّلياليْ رَكائِبُ
إلَّاكَ قَلْباً في حِمَاها لائِبُ
زَرعَتْ على أنّاتِ جُرحِكَ وردَةً
بَيضاءَ مِمّا في فؤادِكَ شائِبُ
تَزكو على نَزفِ الحياةِ نضارةً
فكأنَّ مَبسمَها بِقلبِكَ سائِبُ
تَدعو قُنوتاً أنْ يَضمَّكَ لَيلُها
وصباحُها مِنْ كأسِ عَينِكَ شارِبُ
فتنامُ مَلْمومَ الجِّراحِ بِوعدِها
وتَفيقُ جُرحاً مَا عليهِ قَواطِبُ
لكأنَّ ثورةَ عِشقِها مخضوبةٌ
قَدَراً وحَظُّكَ بالحَماقَةِ كاتِبُ
تِلكَ الحياةُ بِما أرتْكَ حَفيَّةٌ
ورِضاكَ في أملِ السلامةِ خائِبُ
فالْهُ بِجُرحِكَ قَبلَ أنْ تَلْهى بِهِ
مأمونةٌ كَذِباً و صَبْرُكَ واجِبُ
والْعقْ نَزيفَكَ فالحكيمُ بِجرحِهِ
أوْلَى إذا أسبابُ جُرحِكَ كاعِبُ
أتظنُّ لَيْلاكَ الأنيسةَ نفسَها
تِلكَ الّتي في بحرِ حُبِّكَ قارِبُ
لا يا فَؤاديْ إنَّ تلكَ مَليكةً
مِنْ وردِ أنوارٍ وضَوْءُكَ شاحِبُ
لَيلاتُ لَيلَى كُلُّهنَّ حَبائبُ
سِيّانَ قَلْبُكَ مُوجِبٌ أو سالِبُ
وبَناتُ لَيلِكَ لا بَناتٌ خُرَّدٌ
وسريرُ قلبِكَ لِلكذُوبَةِ عائِبُ
في تلكَ سَلْوى والكُؤوسُ تضارَبتْ
وبهذهِ كأسٌ وقلْبُكَ ضارِبُ
وبأنَّ مالَبِستْ جَمالاً صادِقٌ
وبأنَّ ما شَلَحتْ فؤاداً كاذِبُ
وبهذهِ اجتمعتْ خِصالٌ بُرِّئتْ
مِنْ كلِّ ذيْ خُصَلٍ بِشَعرِكَ لاعِبُ
لَيلاكَ لا لَيلَى وليلُكَ عارِفٌ
أسرارَ مَنْ تأْتِيْ ولَيلُكَ حاجِبُ
فارضَ بما نادَمَتَ أجملَ وردةٍ
وانسَ بِما في كلِّ تاءٍ ذائبُ
واطربْ لِشِعرِي في الأُنُوثةِ أنْمُلاً
فالوردُ لا يَنْدى وكَفُّكَ راهِبُ
كَلَّمْتُ فيها ذاتَ قَلبٍ صاحِبٍ
ولِقلبِها في كلِّ جَيْبٍ صاحِبُ
صوَّرتُها قمراً وَليسَ كَصدرِها
لِمرامِ عَينِيْ في الصُّدُورِ كواكِبُ
وبَحثْتُ لكنْ ما وجدتُ بِغيرِها
ذاتاً لأسماءِ الجَّمالِ تُناسِبُ
فإذا ذَكرتُ الوردَ فهو مَظاهِرٌ
لِخميلَةٍ في خَدِّها تتثاءَبُ
وإذا مَرَرتُ على الذُّرى بأنامِلي
ألْفيتُ أحلَى ما يَقُبُّ يُعاتِبُ
ويقودُنيْ وادِي الأراكِ مُصَعِّداً
لِضواحِكٍ في كلِّ ما يَتواثَبُ
ولِخمرَتِيْ أرَبٌ بِقطرَةِ ناطِفٍ
وقْتَ الضُّحى و شِفاهُها تَتَلاهَبُ
وبِكلِّ آنٍ أستجيرُ بِرِيقِها
إنْ عادَنِيْ مِنْ ذِكرياتِيَ تائِبُ
ماليسَ يُدرَكُ بالعُيونِ رأيتُهُ
في كُلِّ سَهْمٍ نحو قَلْبيْ صائِبُ
ماذا أقولُ وكلُّ إسمٍ ظاهِرٍ
تَبَعٌ لِما في جَنَّتَيْها غائِبُ
هي كلُّ ما وعَدَ الإلهُ لِطالبٍ
وأنا على دربِ السَّلامةِ هارِبُ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٦/٢١م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق