ما بين نارين !
ما بين نارين في فج الأسى أقف
أخفي لواعج نيراني وأعترف
قلبي تحمل في الأشواق من زمن
فوق احتماله ، منها بات يغترف
سلوا القصائد عن شوقي وعن وجعي
ففي معابرها تلقون ما أصف
لو كان للقلب في الأرياح أجنحة
لطار يسبقه التذكار والشغف
أين الجناح التي إن طار تحمله
إلى خمائل فيها النخل يعتكف ؟
هبت عليها الصبا من كل ناحية
كأنما هي بالأغصان تلتحف
قد صفق الطير في أفيائها طربا
وحن للوكر حتى شفه الأسف !
يا أيها الربع يا دوحي ويا سكني
يا واحة الحسن فيها الدر والصدف
يا ملتقى الصحب والخلان تجمعهم
أواصر الود ما زاغوا ولا انحرفوا
بلغ سلامي لكل الصحب قل لهم(و)
أني على العهد في حبي لهم ، دنف
سامحتهم ، ليس في الأضلاع متسع
لغير حبي لهم مهما هم اقترفوا
هذا سلامي بعطر الورد متشح
فيه الحنين إليهم فوق ما عرفوا !
أخاف من بعدهم تنسى مودتنا
كأنهم ما أحبونا ولا شغفوا
لكن قلبي بهم قد صار متحدا
كأنهم لي ظلال خلفها أقف !
سيكبر الجرح في صدري فذا قدري
ويزهر الحزن في الأضلاع والأسف
حتى أراهم كأغصان تظللني
فهم نخيل تهادى زانه السعف
وهل لقلبي سوى الأطلال يسألها
عن الأحبة خانوا العهد وانصرفوا ؟
غدا جراحه لن تبقى معلقة
وكل ما عاش في منفاه ينكشف
فيا نخيل بلادي كيف تتركني
كطائر في مهب الريح يرتجف؟
يا ليت غيما من الأبعاد يمطرنا
بوابل العطر منهم ليس ينعطف
فقد ظمئنا إليهم ، من لغلتنا
وهم خميل له نهفو ونختلف ؟
غدا سأنأى بعيدا ، إنه قدري
ويلمحون طيوفي حيثما وقفوا
ويعلمون بأني لم أخن أبدا
وأنني بهواهم مغرم كلف
ويندمون على ما فات ، يؤلمهم
أني وفيت لمن بالوصل ما اعترفوا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق