*** قصيدة بعنوان لا تشعلوا اللَّوم :
====================
لا تشعلوا اللَّوم بالأحقادِ والغضبِ
إنَّ الضّغينة تُذكي النَّفس باللَّهبِ
ولْتَحذروا الشَّتمَ إنَّ الشَّتم منقصةٌ
والشُّؤم في أهلها أعدى من الجربِ
إيَّاكمُ الطَّعنَ في عرضٍ وفي نسبٍ
يأتي الطِعانَ ذميمُ الخلقِ والأدبِ
وانطق بحسنٍ فإنَّ الذَّمَّ سيئة ٌ
والفحش في القول يردي شرَّ منقلبِ
قولوا لمن صبَّ نار القول حارقةً
في النَّفس وقعاً كوقعِ النَّار في الحطبِ
لا لستُ أخشى على نفسي أخا سفهٍ
فرتبتي في المعالي أشرفُ الرُّتبِ
تأبى ليَ الضيمَ نفسٌ عزَّ خالقها
لا كالنُّفوس وأصلٌ طاهر النَّسبِ
من آلِ فضلٍ إبائي زادني شمماً
سليلةُ العزِّ من آبائيَ النّجبِ
ياطاعنين إذا هبَّت شآميةٌ
كالسّهم ترمي بلا ريشٍ ولا عقبِ
بالكبرياء علت والنُّور وجهتها
تدوسُ فخراً أعالي السَّبعةِ الشُّهبِ
ياحامل الحقدِ والشّنآن من سفهٍ
هل انتظاركمُ شيئاً سوى العطبِ ؟
لن يحجب الشّمس في فكري وفي أدبي
مَن جدّهم في الأذى حقَّاً أبو لهبِ
لا لن تنالوا من الشَّمَّاء هيبتها
قد صانت النَّفسَ من شكٍّ ومن ريبِ
أرى العلا تقتضيني غير وانيةٍ
عزماً يُبيِّنُ عن فضلي وعن حسبي
إنّي سأبقى كوهج النُّور في ألقٍ
فوق الثُّريَّا مقامي ليس بالعجبِ
كالدُّرِّ قلبي وروحي مثل لؤلؤةٍ
في منبتي الطُّهر والأخلاق كالذَّهبِ
لن أركننَّ إلى من لا وفاء له
فربما جاء أمرٌ غير مُحتَسَبِ
نخل الشَّآم إلى العلياء وجهتهُ
لا ليس يخشى من الإعصار لم يهبِ
لا تحسبوا القول منِّي جاء عن عبثٍ
لا بدَّ للودِّ والبغضاء من سببِ
صبَّ القصيد على الباغين زلزلةً
وصارمٌ مرهفٌ حرفي وذو شطبِ
----------------------------
البحر البسيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق