فتحي مهذب
أحلام فرعون صغير
رغم أني أحدثت ضجيجا هائلا في وادي الملوك..
أطلقت عقيرتي نافخا في بوق عنخ توت أمون..
أيقظت مومياوات لتهاجم زيزان هواجسي ..
لتعتقل ثيران كوابيسي الجامحة..
سيارة إسعاف ضريرة تدوي في مرتفعات جمجمتي الهشة..
وتطارد محنطين جددا يجلسون على ربوة كتفي
في انتظار جنازتي المهيبة..
محاطا بجوقة من السحرة العارفين ..
رغم إختفاء وجهي ..
مثل قارب مهجرين في عرض المتوسط..
رغم انتحاب صقر مصنوع من الذهب الخالص...
رغم سخرية الرب من تماثليه العمياء..
وكذبة الفردوس الكبرى..
وقطع أصابع منكر ونكير في السجن..
سقوط الأشياء الجميلة في البئر..
رغم صلواتي المكرورة على حافة اللامعنى..
إعادة النهر الجامح لنصوصي الشيطانية..
وكتابة وصايا الهدهد بالحبر الصيني..
رغم فظاعة القصف الليلي في برية اللا وعي..
رغم ارتداء قناع توت عنخ آمون
ومرواغة الأشياء والكلمات..
لم تسقط أفعى الكوبرا من شجرة عمودي الفقري..
لم أعثر على دراجتي الرملية..
في زقاق المخيلة..
لم أرى النور في البحيرة..
لم يزرني النفري على جواد الإشارة..
مطوقا بنار الهنود الحمر..
لم أعثر على سكان روحي الأصليين..
بينما متسولون كثر يقرعون الأجراس داخل كاترائية رأسي..
أنا بهلوان من القش
في سيرك الليل والنهار ..
ألهو مع القردة في الباص العبثي..
أنطفئ ببطء مثل شمعة متصوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق