أهديك أشذائي!
يا قلب أين الدوح والداليه؟
مالي أرى أفياءنا خاليه؟
كنا بها طيرين لم يعرفا
غير الهوى أقطافه دانيه
واليوم لا دوح به نحتمي
لا نجم في أرجائنا الداجيه
بالله يا ريح الصبا بلغي
سلامنا للسهل والرابيه
هبي على الأنحاء في ربعنا
ثم اسكبي الأشذاء في الساقيه
قصي على الأرجاء أوجاعنا
لا تتركي سرا ولا خافيه
كان لنا فيما مضى منزل
ما غاب عن أعيننا ثانيه
كان لنا الفيء وفي ليلنا
منارة في الطرق الخاليه
شطت بنا الدار وفي غربة
نكراء أودت بالمنى الغاليه
تهنا كما تاه لنا مركب
ما عاد من غربته القاسيه
هل نسمة تأتي على غفلة
تجلي الأسى للمهجة الباكيه ؟
هل وقفة في فيئنا المشتهى
تحيي المنى في الأضلع الحانيه ؟
هل وقفة في ظل صفصافة ؟
لهفي على أوطاننا النائيه !
لو كنت كالأطيار في شوقها
أهديت للأفياء ألحانيه
لكن جناحي اليوم مقصوصة
والريح في أعقابنا عاويه !
يا موطن الزيتون يا جنتي
يا واحة في حلمنا غافيه
أهديك أشذائي التي قد همت
وهبة من بوحنا راقيه
وصبوة مازلت من أجلها
تجرحني أطيافها الجافيه
أهديك ألحاني التي صغتها
ولوعة تنساب في القافيه
عسى ربيع كان لي رائقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق