* بقايا رجل *
أسير وحيدا
على حافة الوقت
مرتعش الخطوات
يخيفني السّقوط في اللاّمكان
و اللّيل دامس الظلمة
والشارع طويل
يؤدّي إلى المجهول
وقع أقدامي يضيع في المدى
يخونه رجع الصّدى
يسخر منّي ظلّي
المتواري تحت جنح الظلام
تعاضده الأرصفة بقهقهات
قوة ما تكبّل قدميّ
أسقط أرضا ..
أتأوّه .. أبكي ..
أرى صورتي في بركة الماء !
أنكر أنّها ملامحي !
أتساءل : أين نضارة وجهي ؟!
ألطم المرآة بقبضتيّ
فتتكّسر على شكل أمواج
أبصق عليها مرارا
أحاول النّهوض متّكئا
على ذكريات مألمة
أسقط مرّة أخرى
أرى وجه القمر
متلألّئا على صفحة الماء !
أردت تقبيله ..
شربت جرعة ..
ثم جرعة ..
أحسست بالإرتواء
أومض البرق من ثنايا الكون
أنار سماءً كانت حالكة
بسط سجادا مضيئا على الأرض
ريح تصفّر بين زوايا الشّوارع
تصفع وجهي الشّاحب
أصوات قويّة تعصف بي
أصداؤها تضجّ بجمجمتي
برودة تجتاح كامل جسدي
مطر ينهمر بطيئا ..
و يشتدّ .. ثم غزيرا..
هاتف يهتف بي :
يا أيّها الجسد المثقل بالجراح !
إلى أين تمضي ..
تائها .. حائرا .!؟
إلى متى ستظلّ سائرا !؟
أخبرني متى ترتاح..!؟
أجيب :
يا أيّها المنادي لا تلمني
فحاضري ممزّق ..
لم يعد يقيني
من غوائل الزمان
و شتاتي المتناثرة
أجمّعها في كبرياء
لعلّي أنهض من جديد
و أهتدي السبيل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق