ألوان !
أين وجهك
والألوان ؟
أين نضارة البستان ؟
أين الصدف والمحار؟
أين الماء ووشوشة الأنهار؟
أين الشذا والقمر المتوحد
وتغريبة الشطآن؟
أين الدفء
متسللا إلى غابات الوقت؟
لنبق قريبين
يا غيمتي الهاربه
فدونك
هذا العمر سراب
ودونك هذا الوقت
خراب
ودونك لا ألوان ولا
أشذاء
ولا أهداب
أتعاب هذا السفر المضني
أتعاب
نحت في جدران القلب
إيماءات متعبة
لقطار الوقت السريع
أنا هنا بين الحين
والحين
أرقب إطلالة الشمس
من جهاتك
الغارقة في الضياء
أمد يدي للغيم
أغرق في الوجع المتوحش
أبحر في آشتعالاتي
أعد السنين التي كانت
ربيعا
وصارت رمادا
والمطر يا غيمتي يهمي
يهمي على الشباك الموصد
يهمي في أرجائي
يهمي في أعماقي
شوقا لا يهدأ
نارا لا تخبو
وأنا من شرفات عينيك
أرى فجرا حافلا بالسنا
يلوح من خلف
جدار الليل
ربيعا لا أشهى
منه ولا أحلى
فصلا من فصول التيه
في عينيك
يبدأ في الإنتشار ! البشير المشرقي. تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق