((ياجيرة البانِ))
يا جـــيرةَ البانِ (ما أحلى بكـــم ألمي)
تداركوا عاشقـــــــًا مضنى من السّقمِ
قد كاتمَ الوجــــــدَ ملتاعــــــــاً فباحَ بهِ
طرْفٌ جــــريحٌ من التَذكــــارِ لــم ينمِ
وللمحــــبِّ علامـــــــــــاتٌ وإنْ خفيتْ
فالعينُ تنقــلُ ما في القلبِ من ألمِ
صريعُ عشقٍ عيونُ الغيدِ تقتلــــــــــــهُ
حتّى غدا مثلُ رسمِ الخطِّ بالقلــــــــمِ
علــى فــــــــراشِ الضّنى شوقٌ يقلّبهُ
فيهِ من الوجــــدِ ما يغني عن الكلـمِ
يا جيرةَ البانِ ذكـــــــــــــرُ البانِ أرّقني
حتّى شدوتُ بصوتٍ رائقِ النّغـــــــمِ
إنْ لم يكــــنْ لي نصيبٌ في محبّتكم
رضيتُ أنْ تحسبوني خادمَ الخــــــدمِ
أشهى من الشّهدِ عندَ الوصلِ حبّكمُ
أقسى من الموتِ إن ملتم إلى الصَّرمِ
رفقـــــاً بصبٍّ عــــــذابُ البينِ أرّقـــــــهُ
فمـــــــــــا يفــــرّقُ بينَ الصّبحِ والظُّلمِ
ولي فــــــــؤادٌ تصبّاهُ الهــــــــــوى أبداً
شوقـــــاً إلى ســـاكناتِ البيتِ والخيمِ
يا لوعتي في الهوى كم أدمعي سفحتْ
وكـــم بكيتُ على الأطـــــــلالِ كالديمِ
أصبحتُ في الحبِّ فردًا لا نظيرَ لــــهُ
وصرتُ أشهـــــــــرَ من نارٍ على علــــمِ
أهوى الجمــــالَ ودينُ الحبِّ معتقدي
ولم أجــــــــــدْ غيرهُ دينًا ولـــــــم أَرمِ
تركـــــــتُ لـــــــومَ نديمي غيرَ مستمعٍ
فالأذنُ في طرشٍ والسّمعُ في صممِ
لــــــو كــــــــانَ يعبدُ غيرَ اللهِ من بشرٍ
عبدتُ حسنكــــــمُ في صــــورةِ الصّنمِ
لا تعذلـــــــــوا الصّبَّ إن نادى بسكرتهِ
فالكأسُ عـــــونٌ لمشتاقٍ ومنهـــــــــزمِ
صلى إلى الكأسِ نشــــــــوانًا بصبوتهِ
لو شابهـــــــا الهمُّ ما صلّى ولم يَصمِ
عُدْ يا زمانَ الصّبا ابكيكِ من لهفــــــي
فالوجــــدُ قد حطــــــمَ الأضلاعَ بالسّأمِ
عُدْ لي شبابي ولدّاتي ومن ذهبوا
ما لذّةُ العيشِ والأحبابُ في عـــــــدمِ
أعد كؤوسي وشربي في الهوى طربًا
زمانَ نزهــــــــــو على الأيّام بالكـــرمِ
فإنْ يكــــنْ دهـــــــرُنا أشقى بفرقتهِ
وهلْ وفى الدّهــــرُ للعشــّــاقِ بالذّممِ
...................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق