من كتابي
استراتيجيات
حوار
جنازة أبي الثريا
جنازة ليست ككل جنازة
حشد مهول
قلوب خاشعة ملأ خشوعها الوجوه رهبة و جد
العيون شاخصة إلى النعش لا تغادره طرفة اسفا لفراق و عذرا من تقصير
فى الاثناء لاحظ الحضري ما اعجبه صاحبه الأعرابي يجد خلف النعش بل و يجتهد فى الحمل مع من حمل
هرول صوبه مقتحما الحشود حتى إذا بلغه و أراده بحديث أشار إليه الأعرابي أن أصمت إستجاب الحضري و لزم صاحبه فلما فرغا من الجنازة و من واجب العزاء بادره
الأعرابي
مالك كدت تفسد جنازتي أما سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله يحب الصمات فى مواطن ثلاثة حين الجنازة و حين الزحف و حين تلاوة القرآن
و هذه الجنازة و نعم الجنازة جنازة إبراهيم أبي الثريا
ثم انشد مستعبرا
عاف الثرى نال الثريا
طاب مرقى أبا الثريا
ثم أردف
لا يهم من جسد
كم بقى أو كم فسد
طالما الروح.وهج
نعمه الحر مدد
الحضري
إنما راعني أمرك و شأنك
الأعرابي
ما فى امري و شأني روع
الحضري
ما حضرت لنا جنازة قط
الأعرابي
ما مات لكم حي قبل
الحضري
ما زلنا ندفن مذ كان لنا صلب
الأعرابي
ما كل ناسم حي
و ما كل قتيل شهيد
و ما كل قيل صدق
الحضري
هلا أفصحت أخا العرب
الأعرابي
الحياة ليست الشراب و الطعام و النسل أما سمعت صاحب الإحياء يقول؟؟
إن من همه فيما يدخل بطنه قيمته فيما يخرج من بطنه
فهل علمت لما يخرج من بطنك نفع؟؟
الحضري
زدني لا فظ فوك أخا العرب
الأعرابي
لو كانت الحياة المشرب و المطعم و المنسل لكان حماري و عنزاتي و الدحاجات أحياء يجب فيهم العزاء
الحضري
صدقت أي والله
فما الحياة؟
الأعرابي
الحياة طلب الحق و رفع الظلم و الشهادة فى سبيل ذلك
فمن كان هذا شأنه فهو الحي فوق الثرى و تحت الثرى مصداقه فى الكتاب (و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
الحضري
نعم ما تقول اخا العرب
فما الجنائز التي فيها نسعى؟
الأعرابي
موتى يشيعون موات
الحضري
فبما تنصحني لأنجو؟
الأعرابي
ينجيك ما أنجى أبا الثريا
إجتهد فى طلب الحق و قدم خير الأمة على خير النفس
تركت لك السلامة و العافية
الحضري
لا حرمت حكمك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق