…. مـا هَـرِمْـنا ….
يا حَـبـيبَ القَـلـبِ بَـوّاباً و بَـابـا
ِ هلْ أنـا أمْ أنتَ أكثـرتَ العِـتابَـا ؟
أمْ تُـراها عَـيْنُـكَ الجَّعداءُ نالتْ
مِنْ فؤادي قَدْرَ ما الكحلُ استرابـا
فَـتَحَـمَّـلْـتُ الَّتى صَـبَّـتْ سَـمـاءٌ
مِنْ سَجَى ما فاضَ عَـذْباً أو عَـذابا
فَـتَّـحـتْ أبـوابَ قَـلبيْ حَـدَّ أنِّـيْ
كُـلَّـما أغـلـقْـتُ بـابـاً زِدْتَ بـابـا
فَـتَـوالى مِنْ رُؤى كأسَـيْكَ عَـذْبٌ
شـابَـهَ الأيّـامَ في حَلْـقيْ انسِكابـا
كُـلُّ مـا أبـغـي يُـواريـهـا نِـقـابٌ
لسـتُ أدري مَنْ يُـسـمِّـيهِ النِّـقـابـا
غـيَّـبَ الرّاحَ الّـتي تَـرتاحُ رُوحي
فـي نَـواهِـيها وأصـفانـي خـرابـا
لستُ أرجوكَ الَّذي تَـرجوهُ مِنِّي
وكِـلانـا قَـصْدَ مـا يَـرجُـو تَغـابَـا
أنتَ في بحرِ النَّوى بالعَتْبِ تَصحو
وأنا أصحو معَ الفَـجرِ اقـتِـرابـا
لأُنـاجِـي مِنْـكَ آيـاتِ الـمَـثَـانِـيْ
عَهْدُها تَحلُو إذا ما اللَّيلُ شابَـا
ليسَ في الدُّنيا كما قلبيْ مَـلاكٌ
كُـلَّـمـا عَـيْـنـاكَ نـادتْـهُ أثـابَـا
فَـيُحـابِـي كُـلَّـما يَـزدادُ شَـوقاً
مِنْ سـماءِ الوجهِ نَجْماً أو شِهابا
ويُـرابيْ إنْ تَـجلَّى الخمرُ ورداً
مَـبْسَماً ما كانَ أحـلا أنْ يُرابَـا
هكذا يَقْـضي الَّذي يـهوى مَـلاكاً
سـاعةً نَجْوى و سـاعاتٍ شَرابـا
فأقِـلِّيْ مِنْ عِـتابِ الوجهِ وِتْـراً
فَمِنَ الشَّفْـعِ الَّذي في الصَّدرِ لابَا
ومِـنَ اللّـيلِ الّذي أولاهُ كـأسـاً
يَتـمَـنَّى لـو على الدُّنـيـا حِـجـابـا
يا لـذاكَ اللّـيلِ أو يا تلكَ رُوحاً
كلَّ ما يرجوهُ مِنْ عَـينَيكِ حابا
صافياً كـانَ الَّذي مِنْ راحِ نَـهدٍ
وشَـديدَ السُّـكْرِ مَنْ صَـبَّ الرُّضـابا
وَمِنَ النَّـخْبِ الَّذي في الخَـدِّ يَـندى
مـا تُـسـاويْ صَـفْحَـةٌ مِنْهُ كِتـابـا
وقَـرأْنـا ... حَـدَّ أنَّـا مــا قَـرأْنـا
غَـلَّ بالأشـجارِ مِنْ روحِي وغـابَا
وتَـصافَـيْـنا على نَجْوى حَديـثٍ
لـو يَـذوبُ الكأسُ في كَـفَّـيْكِ ذابَا
فـتَجلَّى الشِّـعرُ ورداً في لِـسانـي
ذو لُـبانـاتٍ إذا الجُّـوريْ أجـابَـا
وإذا مـا الطَّـيـرُ أوْلانـا سَـماعـاً
يَـتـعـالى كُـلُّ ما يَـهوى خِـطـابـا
فَـهُنـا كَـأسٌ بِــلا راحٍ تُـغَـنِّـيْ
و هُـنـاكَ الـرَّاحُ والكـأسُ تَصـابَـا
مـا هَـرِمْـنـا لا .. ولـو أنّـا هَـرِمْـنـا
كُـلَّما شـابَ استطابَتْ واستَطـابَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق