. . . يـا مِـيْـنا . . .
مـا كُـنْـتِ ليلى ومـا كـانـتْ لـيالـيـنـا
عـلـى اتِّـكـاءٍ لِـمـاضـيْها ومـاضـينا
تَـنوءُ سـاعـاتُـها مِـنْ فَـرطِ مـا جَـمعَـتْ
مِـنَ الأحـاديــثِ والـنَّجـوى أفـانـيـنـا
ولا تُـرجِّـيْ كـما كـأسٍ بِـها عَـتَــبٌ
لـو ظـلَّ فـيهـا بَـقـايا مِـنْ تسـاقـيـنـا
وما اسـتعارَ الـضُّحى مِنْ فَـيضِ بَـهجتِـنا
سـوى عَـنـاويـنِ اشـراقـاتِـهِ فِـيـنا
وُرودَ مَـصـطَـبَةٍ في بَـعـضِـها غُـرِمـتْ
تَـلـتَـفُّ حِـيـناً وتَـسـتـعلي أحـايـيـنا
وزقْـزقـاتٍ بِـلا رَتْـمٍ عــلى شَــجـرٍ
تُـطَـوِّلُ الـنُّونَ أو تَـسترجِـعُ الـسِّـيـنـا
وتُـسْـكِـنُ الـواوَ حـتَّى أنَّـةٌ سَـكـنَـتْ
مـا بـينَ أضـلاعِـهِ الـولْهى مَـحازينا
يـا ويـحَ ليلى ولم أنـسَ إذا نَـسِـيَـتْ
مِـنْ رَيِّـقِ الـكأسِ بالـنجوى ثـلاثـيـنـا
ولـم أغـادِرْ بـهـا رُمَّـانـةً وجِـعَــتْ
مِـمّا تَـشــقَّـقَ غَـيْـظاً واسـتوى لِـيْنا
ومِـنْ لُـبانـاتِ مـا غـادَرتُ مُـتَّـكِـئـاً
مِـمّـا وفَـيْتُ لـهُ أو ظـلَّ مَـديونـا
بَـكـيْتُ ليلى بِـما يَـبـكي عـلـى غُـصُنٍ
مَـنْ كُـنْـتُ عَـوَّدتُـهُ حـتَّى اسـتوى دِيـنا
زوجٌ تَـربَّـى عـلـى كَــفٍّ مُـهامِـسةٍ
مـا حَـلَّـلَ اللَّـهُ مِـنْ راحٍ ريـاحـيـنـا
ومـا تَـخَـتَّـمَ مِـنْ أنـخابِ صَـبْوتِـها
قـديمَ عَـهدٍ إلى أنْ صارَ عُـرجونـا
أودعـتُـهُ ظِـلَّ أيّـامـي وأودعَـنِي
عـلى خَـريفِ الـجَّنى في الـصَّدرِ سِـكِّيـنا
إنْ كُـنْـتُ أطـلَـقْـتُهُ مِـنْ أسـرِ فِـكرتِهِ
إلــى مَـجاهـيلِ مـا كانـتْ تُـصافِـينـا
و أوصـلـتْـني إلــى يـأسٍ عَـنادَتُـه
ولا رجـوعٌ إلــى مُـخْـضـرِّ وادِيــنـا
وهـاجرَتْ كُـلُّ أسرابِ الـرَّجاءِ ولا
طَـيرٌ يَـرفُّ عـلى صَـفْصافِ نـاديْــنـا
فـقد سـألْـتُ اللَّـيالي تَـنـتَقي حَـكَـماً
مِـنَ الـنُّـجومِ الَّـتي كـانتْ تُـراعِـيْـنا
فـإنْ حَـكَـمْـنا لها فالـبـدرُ مُـتَّـهَـمٌ
بِـما رَشـاهُ الـضُّحى فُـلاً ونِـسريـنـا
وإنْ على مَـضـضٍ بالعدلِ أنـصـفَـني
فَـدِيَّـتِـيْ .. كُـلُّ مـا في البحرِ يا مِـيْـنا
الـشَّـاعـر حــسن عـلي الـمرعـي ٨/١١/٢٠١٨م
اللُّباناتُ : الحاجاتُ