إلام يا دهر بالأشجان ترميني؟
اما تعبت، فكم تجفو وتشقيني
شكوت جورك للأحباب ما سمعوا
ولو أرادوا لكانوا من يسليني !
وأين خل يواسي، لم أجد أحدا
غاب الأحبة من نسل الميامين !
قل للأحبة هذا القلب يذكركم
كأنه الطير يهفو للأفانين !
أتوق للصحب في سر وفي علن
البين يبعدني والشوق يدنيني
فهل حفظتم لهذا القلب صبوته
وقد أتاكم بباقات الرياحين ؟
قد بات يذكركم والبرد يلسعه
كأنه النصل أو حد السكاكين
يا لهفة القلب من يحنو ويطفئها ؟
نار الصبابة في الأضلاع تكويني !
. يا نسمة الفجر هبي وآحملي قبسا
من عطرهم فلعل النفح يحييني
كاد التحسر عما فات يقتلني
لولا بقايا رجاء في مضاميني
وحدي هنا في مهب الريح ، أشرعتي
يلهو بها الموج من حين إلى حين
يمر بي الغيم في الأسحار أسأله
عنهم فيعرض عن سؤلي ، يخليني
تنكروا لي بلا عيب ولا سبب
وسددوا السهم حتى كاد يرديني
وما دروا أنني أحيا بطلتهم
وأحفظ الود في كل الأحايين !
أحبابنا ، لي فؤاد لا يفارقكم
وومضة من سناكم سوف تكفيني
هجر الأحبة لا ذقتم مرارته
نار تلظى بها الأقدار تشويني
فلا عدمت شذاكم دائما ابدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق