الاثنين، 23 نوفمبر 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء...على ‏قارعة ‏الذكريات... بقلم المتألق والمبدع الأستاذ محمد رضوان البيش

على قارعة الذكريات
رحت أعيد بذاكرتي
ما قد مضى وفات...........
أذكر أنهم قالوا أن
طفولتي حلم قد أدركه
مع مرور السنوات.........
كنت طفلا فقيرا
وأسرتي كانت تعاني
الويلات..............
لا مال عندنا ولا زاد
كنا نعيش على الفتات......
كان الليل عندما يأتي
أحس بهدوء تملأه
 الصرخات............
كنت أطلب النوم رغم
 صقيع القلب والنظرات.....
كان كل شيء هو لا شيء
وكنت لا أملك من عمري
سوى شذرات..........
كانت أمي تبكي بدموع
لا أراها بل أحسها تحرقني
كما الجمرات.........
كم عانيت يا سادة
من ذل ومن فاقة فاقت
في كبرها حتى لامست
في قهرها السموات.........
هل تسألوني كيف كنت
أغني وجحيم العوز والزفرات...............
هل أحسستم بوجعي
وأنتم تنعمون
 بجميل الرفقة
 في السهرات........
كنت أبحث عني في ذاتي
لماذا وكيف ومتى سينتهي
الذل وتتحقق المعجزات.............
كم ناشدتكم وأنتم تهرولون
بعيدا بجنون الكبرياء
 بأضواء الفرح والعمارات.......
وأنا ألتحف السماء بحلوها
وحنانها... وغضبها وفي كل الحالات.............
أين أنتم ياسادتي
 من طفولتي وقد
ضاعت ما بين حلم
 باهت وشحيح أمنيات...............
سرقتم طفولتي
قتلتم ما تبقى في بسيط
بستاني من زهرات........
لاحقتم حتى الفراشات
وذبحتم في غير موسمها
كثير الأضحيات..........
وتطلبون مني أن أصون
مستقبلكم وأنا من أضعتم
منذ قرون وسنوات..........
كيف يبني المرء ما تطلبون
وأنتم من زرعتم
 في النفوس.. القهر في جرعات..............
،طفولتي مجروحة مشردة
والقلب في صدري صغيرا
يهوى الحياة والنسمات......
أنا مثلكم بشرا
أحس بجرحي.. ينزف قطرا
يهطل على دفعات.........
بكاء وجع.. تصدع روح
هذا أنا يا سادتي
 دون دبلجة ولا مقدمات........
عندما أعيش طفولتي
بصدق العمر وطهارة الضحكات..............
عندما أعيش وأهلي
بلا فقر ولا ذل متواصل
الدفعات.........
عندها سأبني
 معكم وأكون
ابنكم وحفيدكم
 بلا عقبات.............
من يدر..
 قد تتغير الحياة
ويبعث الفجر
 ليبدد الظلمات........... .
ويهطل الخير غزيرا
يسعد النحل والوردات......
لكم طفولتي أهديها
واصنعوا منها قوي التاريخ
وعظيم الحضارات.........
........................
بقلمي محمد رضوان البيش.
سورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق