الادوات ودورها...
في ومضة
يانبضي...
للمبدعة : سناء عيسي
قراءة: د. احمد بدير
تقول الومضة
يانبضي في القلب ، في كل مكان
يانبضي في الوتين، في كل شريان
انا اهواك... فهل تجيب
ياحبا وجدته.... رغم الحزن
اني تكللت... بوشاح المتيم
اني تغلبت على المحن
لم أعد أيقونة تحكي الرواية
لم أعد أسطورة يخيفها الزمن
انا احجية في وضح النهار
انا مجنونة تعشق الكتمان
أن نكن خطينا على الجمر سنينا
ولقينا من ألمه ما(لقينا)
أن نكن أصبحنا هواة حالمين
او نكن أصبحنا أحبة متالفين
فقد اجتهدنا على ذاتنا
ووثبنا وتخطينا الوهن
ها(هنا بنيت صرحي)
هنا (يتمثل فينا) انه بعض هوانا
وسابقى انا من نسل الهوا
وسيبقى الحبيب من بعدنا
نوعت المبدعة في استخدام أدواتها بما يخدم غرضها وهذا التنوع يدل على معرفتها التامة لفنون اللغة ودرايتها بطرقها واستعمالاتها
فجاءت كالاتي
1 - البداية بالنداء لجذب انتباه
القاريءوالسامع وتنبيههما الي ان شيئا مهما سيحدث بعد هذا النداء....
لان الغرض من النداء التنبيه....
ثم اختيار أداة النداء (يا)التي تأتي لنداء البعيد لتبين علو منزلة المحبوب وارتفاع شانه ...
وايضا لتمد صوتها لأقصى غايته
حتي يسمع القاصي والداني ويعرف الجميع ان اختيارها موفق فقد اختارت حبيبا ذا منزلة وشأن
تفخر به امام الجميع...
2 - جاءت المبدعة بحرف التوكيد (ان)لتؤكد علي كل ماسبق وان هذا الحب قد غير حياتها
فنسمعها تقول بملء فيها
اني تكللت بوشاح المتيم
إني تغلبت علي المحن
فقد.حعلت للمتيم وشاحا هذا الوشاح اتخذته اكليلا علي رأسها تقديسا وتعظيما وتبجيلا لهذا الحب الطاهر العفيف
وأكدت هذا ب(ان)التي هي ام الباب في أدوات التوكيد
هذا الحب وهذا الاكليل جعلاها تتغلب على المحن ...
واكدت هذا السطر ايضا ب(ان)
للتين مدي قوتها ومدي التغيير الذي فعله الحب فيها فقد قويت به وتغلبت علي كل (المحن)
3 - استعملت حرف النفي (لم)
واختارته تحديدا لان حياتها قد انقلبت وصارت علي النقيض ولن تعود الي ماكانت عليه ابدا ...فهذا الحرف يفيد التأبيد...
فهي ان كانت في الماضي...
أيقونة تحكي الرواية
وأسطورة يخيفها الزمن
فقد جاءت ب(لم) لتبين انها قد تغيرت وأنها لن تعود إلى ذلك مرة أخرى الي الأبد...
4 - اختارت المبدعة ضمير المتكلم (أنا)لأن الضمير اعرف المعارف واختارته لانه اعرف المعارف علي الإطلاق فهي تريد من استعمال الضمير (انا) ان تبين انها معروفة لها نسب وشرف لاينكره احد فنسمعها تقول ...
انا احجية في وضح النهار
انا مجنونة تعشق الكتمان
فلو كان هناك (أحجية) فهي متفردة متعالمةبكونها (في وضح النهار)
ولو كان هناك (جنون) بشيء فقدتفردت واشتهرت بعشقها (الكتمان)
وهذا يدل علي جسارتها وقوة شخصيتهاومعرفة الناس لها بكل صفات التفرد والكمال
5 - استعملت أداة الشرط (ان) ثلاث مرات ولم تذكر جوابا للشرط
فتاتي بالأداة وبعدها جملة فعل الشرط ولم تات بالجواب لتجعل للثلاث جمل جوابا واحدا فتقول...
إن نكن خطيناعلي الجمر سنينا
ولقينا من المه مالقينا
او نكن اصبحنا هواة حالمينا
او نكن اصبحنا أحبة متألقينا
ومن المعلوم أن أداة الشرط (إن ) تاتي للشرط المشكوك في حدوثه فكأنها تشكك في ان ماحدث قد يوهن من عزيمتها او يضعف من شخصيتها مهما كان قاسيا
حتي ولو كان المشي علي الجمر سنينا
وجاءت بجواب شرط واحدا لها جميعها وجاء مؤكدا ب(قد) لتثبت انها اجتهدت وجاءت بالضمير (نا) في ...
(اجتهدنا ، وثبنا ، تخطينا )
وهذا الضمير ياتي للجمع او المفرد المعظم نفسه
ولانها تتحدث عن نفسها فقد استعملت هذا الضمير لتدل علي عظم قدرها وأكدت ذلك ب(قد ) التي دخلت علي الفعل الماضي لإفادة تحقق وقوع هذه الأفعال الثلاثة منها وللدلالة علي انها لم ولن تهن.
6 - كما بدأت المبدعة ومضتها بأداة النداء (يا)التي تستعمل لنداء البعيد لتدل علي عظم شأن المحبوب وعلو قدره...
جعلت نهايتها باسم الإشارة(هنا)
وقد جاء مرة مسبوقا بهاء التنبيه (هاهنا)ومرة غير مسبوق بها (هنا )
وهذا الاسم يستعمل في الإشارة إلى البعيد ليدل على تفردها وعلو شأنها فهي ليست اقل من المحبوب في شيء بل ربما ساوته وتفوقت عليه فتقول
ها(هنا )بنيت صرحي
للإشارة الي انها صاحبة مجد عريق
وهذا المجد المشار اليه ب(هنا)
يتمثل فينا انه بعض هوانا
وهكذا استطاعت المبدعة ان تبين عن مكنون نفسها باستخدام الأدوات وتنوعها ووضع كل أداة في المكان المناسب لها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق