على شاطئ الملتقى.
--------------------
جلسنا بمقهى .
على ضفة الشاطئ.
وكنا في حوار جميل .
جلستنا زينتها دلال.
بوجه ناثر للبهاء.
وقربها سمراء جبل الونشريس.
وقابلتها وجها لوجه.
وبسمتها رقهْ تسيل.
وصوتها صاحبه بعض السعال.
زكام أصابها في رحلة للقاء.
فبادرتها سيدتي:
كنت كتبت قصيدة.
وصفت بأحرفها سرّ الجمال .
كانها يا امرأة أشارت إليك.
مطلعها :
سمراء هذي المدينة.
وفي هذه الليلة الباردة .
حين عرفتك عرفت الجمال.
عرفت العذوبة عرفت الخيال .
فهل تعلمينأني؟
حينما ناولتك نقيعا من الزعتر الجبلي .
غِرتُ...
وحاورت كأسك في صمتيَ ذاك القصير.
وعاتبته وناديته...
احمل رسالة عشقي الجديد.
وقلت في نفسي :
سوف اناقشها في حال هذه الليلة الباردة ... لنطلب دفء القصيدة ودفء المكان .. ودفء الزمان .
وفكرت ..
وقلتُ ما قلت ..
وكانت تجيب .
وإنسانها في رقي الحوار.
وجالت عيوني بذاك المكان .
وكانت عيونا كثيرة .
تراقبكِ في انبهار.
وحاولت أن اكشف منك وفيك.
سرّ انجذاب.
ياه... بدوتِ
سمرة وجه رسالة فتق الوجود.
وحدثت نفسي سؤالا:
ماذا أقول؟ وقررت :
أن عيونك تحدث ثورة.
من بريق هزّني في رجاء.
سيجتا برمش .
بل رموشا كأنها سيل ضياء.
وفي وجنتيك ورد ووِرد الشفاء.
ومن شفتيك رشفت النداء.
وإني سيدتي قد ذكرت .
حين مشينا أمامنا بركَة ماء.
وكنت خلفك أمدُّ يدي .
فأمسكت منكِ الذراع وكان الحياء.
هو خطوك فيه دلال.
جمعتِ بهى دلال الزهور .
دلال أغنية هادئة.
ولحنا زكيا.
وكل دلال النساء.
ورائحة عطرك الذي تضعين.
غلبتِ بها رائحة البحر وغطت هواء.
وعدتُ إليك أحاورك.
وعيني شاخصة كأن أصابها داء.
وما أروع لحظن وإن هو داء.
سيدتي : هل تسمحين؟
أن أُقبّل منك ظهر اليدين.
لأُبدي احتراما وعُجبا .
وعشقا وعودة عمرٍ.
أو كيما يزورني حلم بليل..
يعيدكِ أعمق ذكرى.
أو يفاجئني طيفك وجدا.
أو أخط القصيدة منك وفيك.
أو أكتب سيناريو فيلم من هيام ..
أعنونه:
ليلة حب بشاطئ قورصو(01) الحزين.
أو أن أكون فارسك المُنتظر.
يحمل سيفا وشّحه بخصلة شَعر.
شعرك أجود من لين خيط الحرير.
أو دعيني أرسم لوحة من خيال .
كأني أراقصكِ على لحن:
رقصة البجع.
وأنَّا على بُعد شوق وقُبلة.
تشعين كمشكاة نور.
قادمة من غيمة خلف السماء.
أو أن أتخيل كيف دعوتك يوما.
لنشرب فنجان قهوة .
أو نشرب ما تشتهين.
ونمشي ونجري ونمرح.
ونلعب لعبة الإختفاء .
وفي لحظة من ارتقاء.
يهمس كفي لكفك.
أحبك أنتِ كما أنت يا امرأة من جمال.
ثم نزور فندقنا .
ونجلس في شرفة زُيِّنت بالزهور.
ونرتشف أوابا من الزنجبيل . على مهل هذي القصيدة.
بطعم المحبة.
ونحكي حكايتنا.
كيف كان اللقاء؟
وأي الكلام جرى بيننا؟ظ
وأي الإشارات كانت؟
ونذكر حيثا مع الأصدقاء.
نعيش حلما جميلا.
نسطره في العمر خُلد بقاء.
فليتك يا امرأة من جمال.
تجيبي النداء .
تجيبي النداء...
-----------------------
01- قورصو مدينة بولاية بومرداس بالجزائر .
--------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق