** قصيدة بعنوان صوت الشّوق :
===================
ياطيرُ قُلْ لي ألا من غائبٍ خبرُ ؟
فقد تمادى بقلبي الهمُّ والكدرُ
أوَّاهُ من قدرٍ بالبين يحرقني
كأنَّ نار الجوى جاءت بها سقرُ
ياوحشة اللَّيلِ لا أنسٌ ولا سمرُ
عتمٌ دياري فلا شمسٌ ولاقمرُ
مُذ غادروا والغيوم السّود تسكنني
فكيف يغمضُ جفنٌ شدّه السَّهرُ ؟
أطوي السَّنين وهذا القلب معتكرٌ
نارُ الحنين بذي الأضلاع تستعرُ
فقدت عقلي وإدراكي مُذِ ارتحلوا
يكاد قلبي من الأشواق ينشطرُ
لاتسكبوا الهجر فوق الجرح يؤلمني
هجر المحبين فيه الرُّوح تحتضرُ
بئس الزَّمانُ وهذي الحرب تطحننا
هوجاءُ صرصرُ لاتبقي ولاتذرُ
جفَّت منابع آمالي فلا مطرٌ
وفي المآسي أرى الأحلام تنتحرُ
إنِّي احتملت من الألام لو حملت
منها الجبال لذاب الصَّخرُ والحجرُ
مازلت أذكرهم في السَّاحِ كم لعبوا
ضجيجهم في فناء البيت إذ حضروا
غناؤهم ضحكات الحبِّ مشرقةٌ
أصواتهم لحنُ عمرٍ صاغها الوترُ
مازلت أذكر يوم البين ماعتقت
عيني الذُّهول وغاب السَّمعُ والبصرُ
والحزن يعصر أضلاعي ويخنقني
والدَّمع في الحلق غصَّاتٌ وتنفجرُ
إنْ قلتُ للصَّبر : هاتِ الصَّبر يسعفني
أرى فؤادي بمسِّ الشَّوق يحتضرُ
حتَّام هذا النَّوى بالقهر يجلدني ؟
قولوا متى هذه الأحزان تنحسرُ ؟
النَّاس يلتحفون القرب ماعلموا
بأنَّني بالأسى والبؤس أتَّزرُ
أحتاج منكم رجوعاً مسعداً مُهجا
مازال قلبي على الأبواب ينتظرُ
يا أنجم اللَّيل عندي اليوم أسئلةٌ
هل بعد بينٍ يعود الشَّملُ والسَّمرُ ؟
تعود أيَّامنا الأحلى وبهجتنا
واللّّيل منشرح الأجواء منبهرُ
نقاسمُ الحبَّ أحباباً ونشبعهم
لثماً وضَمَّاً به الأفراح تنتصرُ
إنَّ الّذين بَنَوا في الرُّوح مسكنهم
ولم يهيمن عليها غيرهم بشرُ
أحبُّهم ولساني لاهجٌ أبداً
بذكرهمْ فهمُ الآمالُ والفكرُ
ياربُّ هذي دموع الأُمِّ نازفةٌ
فارحم فؤاداً على الأولاد ينفطرُ
---------------------
على وزن البحر البسيط .
بقلمي :
ريحانة الشام : مريم كباش
الأربعاء، 29 أغسطس 2018
مجلة ملتقى الشعراء والادباء // قصيدة بعنوان صوت الشوق // بقلم المتالقة ريحانة الشام مريم كباش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق