مدينة الحبر والماء
في جلمة هذا الفضاء الذي جاءته قوافلهم من
أقاصي الحنين..
كانوا يحدون ظعائنهم شطر ماء الحباة ..
ويدونون سيرة الماء على الواحهم
ويتخذون من الوادي أقلاما بها يسطرون
ملاحم النار.. ..
وادي القصب الواقف في أجبج الغزاة
جاءت قوافلهم مثيرة نقعا خلف سراب
كلما اوقد صاديات الدروب استقامت لهم
هواتف الر عد : "جاء الماء ...جاء الماء"
وترى بعضهم يضرب في ارضها جيئة
وذهوبا ..
كانهم ضيّعوا في هذا التراب مدينة أخرى
تطالعهم من بين أشجار قصب خضر
سامقات..
وعلى هذه الارض التي عانقتهم طويلا
يحط هدهدها النبي مرتّلا تعاويذ الرسوم
الدارسات..
من هنا مرت جحافل الرومان والبربر
والعبادلة الفاتحين..
فيهتف الصوت من أبديّة الماء على قلق
وهو الذي علم الهدهد الاسماء الذاهبة في
السبات ..
قال : الهدهد يا قوم هذي مديتكم "سيلما "
وما انطق عن الهوى..
هذه جلمة او جلماء التي هام بها الشعراء
من قبل أن يحلق صفصافها في الاعالي
هي خلطة التاريخ والخيل والماء الفرات
على هذه الارض جلماء او جلمة أو سيلما
ما يستحق الحياة ..
أو هكذا تغزّل محمود بأختها فلسطين
التي ظلت قابعة على رأسه تعلمه العنف
والرقة في زمن الحرب والمنفى وأشواق
الشتات..
الشاعر : شكري السلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق