19. عنق الزجاجة
بقلم عبد الامير الشمري
مهندس استشاري
الذئب (أبو سرحان) كعادته يخرج كل صباح يتجول في الغابة باحثاً عن الرزق والصيد الثمين وكذلك يروض نفسه من عناء الليل .. هكذا تعود الذئب كل يوم ... التقى أخيراً بالصدفة بالثعلب (أبن آوى) ونادى عليه ... كيف حالك وماذا تفعل هنا... قال الثعلب وهو كعادته يتملق لكل من هو أقوى منه وذا حضور مكثف في الغابة ... (خيرنا من خيرك) ... نحن جيدين إذا أنتم على أحسن ما يرام ... هكذا كانت المجاملة بين أبو سرحان وابن آوى... ثم سئل الثعلب الذئب وقال له يا سيدي كيف تقضي يومك في الغابة ، قال الذئب (أبحث عن كل شيء) قال الثعلب ألا تعتقد أن هناك سلبيات كثيرة في الغابة لأنك كما قلت أحاول أفرض كل شيء ولكن في بعض الفرضيات سلبيات ... قال نعم أحس بها ولكن ما العمل هكذا نكون نفترض الشيء وتلقي مردوده سوى سلباً أو إيجاباً ... قال الثعلب سيدي الذئب أني مستعد أنظر تلك الفرضيات وأعزل منها السلبية. قال عظيم إذاً أنا وأنت سوف نسيطر على الغابة ما دام أنا الذئب الذي افترض الأشياء وأنت يا ثعلب تنظر تلك الفرضيات وتحولها إلى إيجابيات. فخرجت الدجاجة من وراء شجرة كانت مختفية وتسمع ما يدور من حوار بين أبو سرحان وأبن آوى ثم قالت لا سيدي نحتاج إلى شخص ثالث ... قال الذئب وما فائدته ... قالت أنت تعلم ليس كل ما يقال يصبح حقيقة والغابة عجزت عن تلك النظريات التي لا تطعم ولا تشرب الغابة تحتاج إلى أشياء عملية وليست نظرية حسب ما يقول المثل (اللي يعبي بالسلة ركَي) وقال الذئب وكيف نطبق عملياً. قالت بسيطة مدت الدجاجة يدها إلى جعبتها وأخرجت منها بيضة ... قالت هذه بيضة هل يستطيع أي واحد منكم أن يضع هذه البيضة فوق عنق الزجاجة ويدخلها إلى الأسفل. نظر الذئب إلى الثعلب وهو في تعجب وكأنه يقول للثعلب أجب عن هذا السؤال.
وحاول أن تدخل هذه البيضة داخل الزجاجة ... ولكن الثعلب سرعان ما أدرك أنها عملية صعبة فقال له يا سيدي لا أستطيع ذلك ... قال أما قلت أني افترض وأنت تنظر الأشياء وتحولها إلى إيجابيات وعليه فأني افترض أي الذئب سأضع تلك البيضة على عنق الزجاجة وما عليك أيها الثعلب أن تدخلها ... لم يستطع الثعلب واستأذن من الذئب أنه فوق تصوره ولا يستطيع القيام بمثل هذا العمل الصعب ... التفت الذئب إلى الدجاجة وقال لها هل تستطيعين أنت ... قالت نعم ... أخذت البيضة وأغلتها بالماء ثم قشرتها ووضعت قطنة داخل الزجاجة مبللة عادة مشتعلة وأشعلتها مما طردت الهواء داخل القنينة أي أفرغت القنينة من الهواء (كما تعلمنا في درس الفيزياء) هذه التجربة ثم وضعت البيضة على عنق الزجاجة فالضغط الجوي أدخل البيضة إلى داخل الزجاجة ، استغرب الذئب والثعلب معاً وقال يا دجاجة أنت الشخص الثالث الذي سيكون معنا وسوف نسيطر على الغابة أنا افترض والثعلب ينظر والدجاجة تطبق عملياً ... فقالت الدجاجة لا يا سيدي تحتاجون إلى شخص رابع ... قال ولماذا قالت الدجاجة كما تعلمون أن البيضة الآن هي داخل تلك الزجاجة الشفافة وهي تحتاج لمساعدتكم لأنها تراكم والعالم كله يراها ... تريد من يخرجها من عنق الزجاجة ...
فهل يا سادة تستطيعون أن تخرجوا تلك البيضة من عنق الزجاجة وكيف يتم ذلك؟
الخميس، 13 سبتمبر 2018
مجلة ملتقى الشعراء والادباء // عنق الزجاجة //بقلم المتالق عبد الامير الشمري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق