عصفور
ﻫﺎﺝَ عُصْفورُنا ﻃَﺮَﺑﺎ
بَعْدَ أنْ جاءَنا ﻣُﻜْﺘَﺌِﺒﺎ
كانَ لا أرْضاً وَلا سَكَناً
وَنُعاسُ العَيْنِ لَهُ غَلَبا
حينَ حَطَّ عَلى كَتِفي
ناظِراً لي نَظْرةً عَجَبا
كَيْفَ لي أنْسى لنَظْرَتِهِ
لَوْ نَأى في الأرْضِ أوْ قَرُبا
راجِعٌ مِنْ أرْضِ أُغْنِيَةٍ
هارباً مِنْ شُؤْمِ مَنْ نَعَبا
دَمْعَةٌ في عَيْنِهِ لَمَعَتْ
تُظْهِرُ الأشّواقَ وَالعَتَبا
أنا ياعُصفورُ مِنْ وَطَنٍ
ضاقَ بي مَهْما الثَّرى رَحُبا
سامِرٌ في اللَّيْلِ يُحَدِّثُني
عَنْ بِلادي زادَني غَضَبا
مِنْ دِيارِ الأُنْسِ في خَلَدي
وَهْمُ حُلْمٍ زائِفٍ سَرَبا
كانَ في البالِ لَنا أمَلاً
أصْبَحَتْ آمالُنا خَرَبا
رَدَّني الحُزْنُ إلى وَطَنٍ
ضَيَّعَ الأسْماءَ والنَّسَبا
أينَ مِنّي اليومَ مَنْ رَحَلوا
آهِ آهٍ كُلُّ مَنْ ذَهَبا
هَلْ لنا مِنْ أوْبَةٍ لنَرى
بَيْتَنا أمْ يا تُرى هَرَبا
أيُّ وَهْمٍ عِشْتُ أنْسِجُهُ
إنْ يَكُنْ مَكْنونُهُ كَذِبا
أنتَ يا عُصْفورُ لي وَطَناً
يَحْضُنُ التّاريخَ والكُتُبا
م. بكري دباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق