. . . عَـيْـنانِ خَـضْـراوانْ . . .
راقـبْـتُ ليلى مِنْ بَـعـيـدِ بَـعـيـدِ
شُـبَّـاكَ سـاهِـرةٍ و بـابَ حَـديـدِ
وعُـيونَ عـاشِـقَةٍ تُـغـازِلُ بَـعضَـها
بِـهَـمـوسِ أرنَـبِـها و لَـمْـسِ الجِّـيدِ
عَـبْـلاءُ مـا فَـوقَ الـجِّبالِ تَـكَرَّزَتْ
هَـيـفـاءُ أودِيَـةِ الـغُـصـونِ الأُوْدِ
وعَـرفْـتُ أيـنَ فِـراشُـها مُـسْتَسلِمٌ
لِـحَـريـرِ نـاصِـيَـةٍ و طَـلِّ وُرُودِ
وبِـأيِّ زاويَـةٍ تُـعَـلِّـقُ ثَـوبَـهـا
و بـأيِّ مِـسْـمـارٍ تَـشُـلُّ وريـديْ
وبـأيِّ دافِـئـةِ البِـحارِ مَـحـارُهـا
ذُو لُـؤلُـؤيَـنِ مُـنَـمَّـشٍ و نَـضيـدِ
فَـمُـبَعـثَرٌ حَـولَ التَّـرائبِ شـاردٌ
و مُـنَـثَّـرٌ مـا بَـيـنَ بَـيـنَ نُـهـودِ
وبِـأيِّ فُـسْـتـانٍ تُـريـدُ إثـارَتـيْ
أبِـواسِـعِ النُّـعـمى أمِ المَحـدودِ
أمْ بالـفَتِـيقِ على أمـاكِـنِ وردِهـا
ذي نـافِـرَيْـنِ مُـلاطِـفٍ وعَـنيدِ
أمْ بِـالمُـعَلَقِ خَـلْفَ بـابِ وُعُـودِهـا
مـازالَ مُـنْـتَظِـراً صَـلاةَ العِـيدِ
وبِأيِّ لا في الأيِّ .. صُـورةُ وجْـهِـها
في الـمُرسَـلاتِ بَـريدِها وبَـريدي
عَـيـنانِ خَضراوانِ فـي غِـمْدَيْـهِما
جَـمَعَـتْ سُـيوفَ مَـعابِـدٍ وعَـبـيدِ
تَـتـناصـرانِ إذا جَـمَـعتُ أصـابِعيْ
و تُـسالِـمـانِ على النَّـوايا السُّـودِ
فـكأنّـها و عُـيـونَـها حَـرْبٌ عـلى
طَـبْعِ السَّـلامِ بِـمُـقْلتي و زُنـوديْ
وتَـحُـبُّـهُ مَـعْـناً بِـبَسْـمَـةِ عَـيْـنِـهـا
و عـلى وُرُودِ مَـراشِـفٍ و خُـدودِ
يـا لِلجَـمـالِ مُـسالِـمٌ فـي وهْـدَةٍ
و مُـحـارِبٌ فـي أنْـهُـرٍ و جُـرُودِ
ومُـجَـمِّـعٌ بَـينَ الحَـمائـمِ والقَـنا
في بَـعضِ أوْدِيَـةِ الجَّـنَى والجُّـودِ
لو كُـنْتُ أطـلَقْتُ العَنانَ لِشَهْقَتيْ
لَقَتَلْتُ قَيْصَرَ واستَعَـدَّتُ جُـنُوديْ
وتَركْـتُ كِسْرى عِنْدَ مَفْرَقِ نَـهدِها
خَـفَـراً لِـكَرْمَةِ صَـدرِها المَـعقـودِ
وعَـصَرتُ مُـنْتَظِراً شَهـيقَ بُلُوغِها
حَتَّى سَـكِرتُ على هَـسِيسِ العُـودِ
وفَـعَلْتُ فَـعلَتِـيَ الَّتي حَـلُمَتْ بِِـها
وشَـرِبْـتُ مَـعْنَى اللهِ في العَـنْقودِ
الشاعر حسن علي المرعي
٢٠١٨/٩/٢٦م
ـــ الأُوْدِ : المُتـمايلاتُ
ـــ الهَـسيسُ : صَوتُ النّـارِ
ـــ العُـودُ : بُـخورٌ زَكِـيُّ الـرّائحةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق