في الغربة تنسى
كأنك لم تكن
كأنك طائر هاجر
لاتدري أيعود
أم يبقى في المنفى
لم يبق من ذكراه
سوى عشه المهجور
لم يبق
تبعثره الريح
يهدمه المطر
كأنه لم يكن
في الغربة تنسى
مثل أحلام الطفولة
لم يبقى منها
إلا بعض الذكريات الخجولة
تسهر وحدك
تنام وحدك
تمشي وحدك
تجر أحلامك المسحولة
كأنها لم تكن
ولم تكن هناك طفولة
في الغربة تنسى
مثل حبة سيتامول
لا يذكرك أحد
إلا عند الصداع اللامعقول
تمشي خارج أسوار الفردوس
على كتفيك نعشك المحمول
ولا تدري أيقصر الطريق أم يطول
كأنك أثر من الماضي
أو لم تكن
في الغربة تنسى
كما أمتي نسيت
وما زالت تنسى فلسطين
إن كانت فلسطين تُنسى
فمن يذكر مغترب حزين
قد أصبح ذكرى
كنكبة ثمانٍ وأربعين
ومجزرة جنين
في الغربة
حتى اسمك صار ذكرى
كاسم يافا يشطب ويمحى
من خريطة بقايا فلسطين
في الغربة
تنهار جذورك وتتضعضع
كأساسات الأقصى
المقهور منذ سنين
والحكام على العرش نائمين
عن الشعوب معرضين
في الغربة
تنهار قواك وتتشتت
كملاليين اللاجئين
وتنسى
وتوضع ذكراك على الرفوف
يقتلها النسيان
أو في الدروج المقفلة
كحقوق اللاجئين
بألف قفل متين
كأنها لم تكن فلسطين
الخميس، 20 سبتمبر 2018
مجلة ملتقى الشعراء والادباء // في الغربة تنسى // بقلم المتالق جهاد شرف ابو علاء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق