السبت، 15 سبتمبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // خريف الربيع // بقلم الدكتور اسامه مصاروه

خريفُ الربيع

اعذريني ليسَ حِصْني بالمَنيعِ
وَخريفي ليسَ نِدًّا للْرَبيعِ
قدْ يُذيبُ الدفءُ جُدرانَ الصقيعِ
فيُصيبُ البردُ ذا الحُسنِ البديعِ

هل يُجاري الريحَ مكسورُ الجناحِ
وَيُناجي البدرَ أوْ ستَّ المِلاحِ
رغمَ عشقي واشْتياقي للصَّباحِ
هلْ مُباحٌ عشقَ عشتارَ البطاحِ

يا ربيعًا جاءَني بعدَ الخريفِ
بِغرامٍ نادرٍ، حلْوٍ، لطيفِ
إنّما القلبُ بِإحباطٍ مُخيفِ
ضاقَ ذرعًا بانتظارٍ لِلْوَليفِ

لا أُبالي يا حبيبي بِاغْترابي
منْ بعادٍ أو حننينٍ أوْ غِيابِ
فأنا إنْ زادَ وجْدي وَعذابي
أنتَ حُبَي في ذِهابي وإيابي

يا حبيبي ما الهوى إلّا عطاءُ
وتفانٍ وتسامٍ وَفِداءُ
لا غرورٌ في الهوى أو كِبْرياءُ
أو فتورٌ أو قصورٌ أو شَقاءُ

إنْ ترَ الْحُبَّ بما لا أرتجيهِ
أوْ بشكلٍ ليسَ ما أبتغيهِ
أنتَ حُرٌّ إنَّما لا أرتضيهِ
فكفاني ما أنا والقلبُ فيهِ

كُنْ كما تهوى وقُلْ لي ما تشاءُ
لا أُبالي مِنْ مزايايَ الإباءُ
إنْ يَكُنْ قلبي كريمًا فالوفاءُ
شيمةُ المعشوقِ أيضًا لا الجَفاءُ

لستُ أخشى من جفاءٍ أو فراقِ
إنّما من كلِّ زيفٍ أوْ نفاقِ
كلُّ قولٍ عن غرامٍ أوْ وِفاقِ
لا يُصيبُ القلبَ إلّا باخْتناقِ

قُلْ وصارِحْ ما الَّذي ترمي إليْهِ
لمْ يَعُدْ في القلبِ ما يخشى عَليهِ
قبلَ هجرٍ كُنتَ أغلى ما لَديْهِ
كانَتِ الدُنيا نعيمًا في يَديْهِ

لا تلُمْني يا حبيبي ضاقَ صدري
بِوُعودٍ لم تصُنْها أوْ بِهجرِ
لا تلُمني بعدَ أنْ خِلْتُكَ بدري
في ظلامِ النفسِ أوْ عتْمةِ عُمري

ويحَ قلبي كمْ أعاني وأُكابرْ
كمْ أُناجيكَ بقلبٍ جدُّ صابرْ
فإذا رُمْتَ فِراقي أنتَ قادرْ
بيدَ أنَّ الحبَّ عَندي ليسَ عابرْ

يا حبيبي عشْ قريبًا أو بَعيدا
ما يهُمُّ القلبَ أنْ تحيا سَعيدا
إنَّني اعْتدْتُ على العيش وَحيدا
فصروفُ الدهرِ أبْقتْني عتيدا

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق