مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء..زليخة سنة2020 م... بقلم المتألق والمبدع الأستاذ الشاعرحسن ‏منصور

زليخة سنة 2020م

=============----------- الشاعر حسن منصور

*****

زُلَـيْــخَــةُ إنّـي أنـا يــوسُــفُ ..... بِقـلـبـِكِ حُـبّي غَـدا يَـعْــصِـفُ

وَأزَّكِ شـيْـطـان قـــلـبِـكِ أَزّاً ..... مُـلِـحّــاً فَـجِـئْـتِ بِمـا يُـؤْسٍـف

أصابَتْهُ حُمّى فَأصْبَحَ يَهْـذي ..... وَكــان بِلا وَعْــــيِـهِ يَـهْـــرِف

وَكيفَ تُطيعينَ مَنْ فيهِ حُمّى ..... وَكَــم يَـتـَمـادى وَكَـمْ يُـسْـرِفُ

وَمـا كـانَ ذَنْـبـِيَ أَنّي وَسـيمٌ ..... وَلا أنّــنـي بَــشِـعٌ أَعْــجَـــــف

وَلَسْتُ خَـبـيراً بِما تُضْمِرينَ ..... وَلا بِـفُـنـونِ الهَـــوى أعْــرِفُ

وَلا كُنتُ أعْـرِفُ كيْدَ النّساءِ ..... وَلا مــا تُحِـــبُّ وَتَسْـتَـظْــرِفُ

لئِنْ كانَ رَبّي حَباني الجَمالَ ..... وَفــيهِ مِـنَ السِّحْـرِ مـا يَشْغَـفُ

فقدْ صانَني إذْ حَـباني التُّـقى ..... وَأَنّـي مِــنَ الـحَـــقِّ لا آنَــــفُ

أُرَوِّضُ نَـفْـسي وَأَلْجِــمُـهـــا ..... وَأَشْـــكُــمُ فــــاهـــا ولا أَرْأَف

تَعَــوّدْتُ أَنّي أَصـونُ الذِّمـامَ ..... وَأرْعـى العُـهــودَ وَلا أُخْـلِـفُ

لئِنْ كانَ حُـبـُّكِ يَسْري عَنيفاً ..... فَـحُــبّي لِعَـهْــدِ الـوَفـا أَعْــنَفُ

كَـرامَـةُ نَفْـسي نَـقـاءُ الثِّـيابِ ..... وَراحَــةُ قــلــبي إِذا أَعْــفِــف

فَـمـا لـذَّةٌ خَـلْفَها مَـوْتُ قـلبٍ ..... وَعــــارٌ بهِ شَـرَفٌ يُـنْــزَفُ؟!

*********

فَعـودي لِرُشْدِكِ وَاسْتَلـهِـمي ..... رِضى اللهِ يَغشاكِ لا يَـصْدِف

حَـباكِ بِتاجَـيْنِ مِـنْ فـضْـلِـهِ ..... فَلا ظــالِــمٌ لـكِ أَوْ مُـجْـحِــفُ

عَـفـافُـك تاجٌ وَيَـزْهــو بِـدُرَّ ..... بِـديـنٍ وعَــقـلٍ هُـوَ الأحْصَفُ

حَباكِ الفَضيلة حَتّى تكوني ..... مَعَ الـطُّهْـرِ وَهْـوَ لكِ الأنْظَـف

إذا ما اتَّخَذْتِ العَفافَ حِجاباً..... فَـعِـــزَّةُ سَــتْـرِكِ لا تُـقْـــصَف

وَلا يَسْـتَهـيـنُ الـغُــــواةُ بِـهِ ..... وَلا يُسْـــتَـبـاحُ وَيُسْـــتَـهْـــدَف

فَلا تَخْلَعي عَنْكِ تاجاً مَهيباً ..... وَخَــلّـي وَراءَكِ مـا أرْجَـفـــوا

*********

وَأهْــداكِ ربُّكِ تاجَ الحَــياءِ ..... يُضيءُ جَــبـيـنـَك لا يُـسْــدِفُ

أرادَكِ في الـنـّاسِ جَوْهَـرةً ..... تُصــانُ بِحِــرْزٍ وَلا تُــثْـقَـــف

جَمالُكِ ليسَ بِكشْفِ الخَـفايا ..... ألا قَــبَّــحَ اللهُ مَــنْ تَـكْــشِــف

فَصوني جَمالَ الحَــياءِ، رَأيْتُ الحَــرائِـرَ عَــنْ دَنَـسٍ تَعْــــزِف

زُلـيْــخَــــــةُ إنّـكِ أمٌّ رَؤومٌ ..... بِحَـقِّـــكِ كلُّ الـوَرى لمْ يَـفــوا

فَـجــيـلٌ يُـوَلّي وَآخَــرُ يَأتي ..... وكُـلٌّ لــدَيْـكِ لـــهُ مَـــوْقِـــف

وأنْتِ المَـنارَةُ لِـلـعــابِـريـنَ ..... كَـذا الحَـقُّ يَعْـرِفُهُ المُـنْـصِف

فلا تُطْـفِئي مَنْـبَعَ النّورِ فيكِ ..... طِــباعُ الأصيـلَـةِ تَسْـتَـنْـكِـف

تَوالَتْ عـلـيكِ العُــصـورُ وأنتِ العَــفـيــفَـةُ دَوْمـاً وَلا تُخْــلِــف

فَصوني عَــفـافَكِ وَاقْنَيْ حَــياءَكِ صَـوْت الضَّمـيـرِ بِذا يَهْـتِـف

وَلا تَخْلَعي عَنْك تاجَ الحَـياءِ ..... فَــإِنَّ الـنّـســاءَ بِــهِ تَـشْـرُف.

*************************************************

الشاعر حسن منصور .

من المجموعة الثالثة عشرة، ديوان (بدون عنوان) ص 73