حنين .
سقيا لأرض ماج فيها القمر
أحببت فيها االعيش والمستقر
قلبي لها طول المدى طائر
كغيمة حنت لهمس الشجر !
تركتها والقلب في وحشة
والنار في أضلاعنا تستعر
من غابة النسرين هل هبة
فواحة الأنسام تجلي الكدر؟
فقد ظمئنا لعطور الحمى
وهزنا التذكار ، أين المفر؟
مجالس كنا بها نلتقي
وقد سجا الليل وطاب السهر
في البلد المحبوب ، في واحتي
لهفي على عهد مضى واندثر
يا دوحة الأحباب يا جنتي
نأيي عن الجنة لا يغتفر !
سيرجع الطير إلى وكره
نشوان موفور المنى والظفر
أشواقه في القلب نافورة
أنغامها همس الأسى في الوتر
على غصون الدوح كم يرتمي
يريح قلبا متعبا بالسفر
يا حبذا الأحباب يا حبذا
يا حبذا أطيافهم في السحر !
ظمآن أبقى والشذا وجهتي
كالروض يهفو لرذاذ المطر !
أبكي على عمر مضى في النوى
قضيته أهفو لحلم عبر
قد كان أحلى من شذا وردة
فيحاء ، أحلى من حفيف الشجر
يا ويح هذا القلب يا ويحه
يا ويح أضلاع براها السهر !
وحدي سأقضي العمر لا حول لي
غير الشذا ينهال في المنحدر
بقية من عطرهم في الحشا
تنعشنا مهما دهانا القدر
يا نسمة هبت بلا موعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق