هل نسيني؟
كتبتُ لي رسائلاً،
على أوراق الحبق،
جمعتها دفتراً،
بالشّوق شبكتُها،
بأزهار الياسمين لففتُها،
بأصبع الأماني ختمتُها،
في بريد العشّاق أودعتُها،
وانتظرت،
على أرجوحة القمر.
نفحتْ نسمة،
تركت لي رسالة،
كلّما أضاءت نجمة،
رجوتها أن تقرأها لي،
كثُرت الآهات والتّنهيدات،
وأنا أنتظر قراءة،
تختلف عن كل القراءات.
مخر عباب الفضاء زورق،
يسكنه جنّيّ وادي عبقر،
معه القصيد ومعه الخمر المعتّق،
أخذني إلى ضفاف نهر الشّوق،
لأغسل قلبي من الكدر.
رأيت على صفحته البدر،
قد تزيّن بالدّرر.
داهمني صوت شجيّ:
ما نفع الجمال،
إن لم نحترق،
في نار العشق.
ارتعش قلبي،
بجناحيه خفق،
وانطلق.
يلوّح لي مودّعاً، ويبتعد.
راح يبحث عنه في كل الزّوايا،
حيث تعيش كلّ الحكايا.
وأنا، يعتريني القلق،
أخطّ شكوى على الأفق:
هل نسيني؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق