.... يَـاءُ سِيْنا ....
تَكلَّمَ صامِتاً مِنْ وَردِ جُوريْ
حَبيـبٌ بـالغِيـابِ و بالحُضـورِ
عَلَيهِ سِـماتُ قِدِّيـسٍ جَبِينَاً
وبَهْجَـةُ واسِـعِ العَيْنَيـنِ حُورِيْ
وأزْهَـرُ وجْنَـةٍ مَصرِيُّ صَدرٍ
عَلَيْهِ وَسَامَةُ المَزْروعِ سُورِي
رَفِيفُ جُفونِهِ صَدَقاتُ راقٍ
تَعـامَى أنْ يَـرى عَيْـنَ الفَقـيرِ
أتـانـيْ ذاتَ أُبَّهـةٍ مَـساءً
يُنَـقِّرُ بالضَّميـرِ عَنِ الضَّميـرِ
وما أضْمَرَتُ يَعرِفُهُ جَميـلاً
و يَـقرأُ كُـلَّ سـانِحَةِ العُبـورِ
غَزالٌ جـاءَ مِنْ بَلَـدٍ بَعيـدٍ
بِجـانِحِ رَغْبَةٍ وجَـناحِ دُوْرِيْ
فَفَـتَّـحَ بالوِسادَةِ وردُ قَلبيْ
و عَربَـشَ بالسَّريرَةِ والسَّريرِ
وضاءَ بِجانِبِ الغَربِيِّ طُورٌ
بِهِ مِنْ مِصرَ أكثرُ مِنْ أمِـيرِ
فَنَـدَّ بِبَعضِ ما يَحلو لِعَينِيْ
وما تَرويْـهِ مَـأْكَـمَةُ الصُّدورِ
فَعاتَبَ باليَسارِ على نُفُوريْ
وهاجَمَ باليمينِ على غُرُوريْ
ونادانِيْ بِما لَيْستْ صِفاتِيْ
لِيسْـطُو بِالعِبـارةِ و العَبِـيـرِ
ومانَ عليَّ بـالعُتْبَى كَثيراً
بِمائِنَةِ الكَبيرِ على الصَّغيـرِ
فَوالَيْتُ الَّتي عَيناهُ أوحَتْ
وجانَبْتُ الكبيرَةَ في الكبِيـرِ
ولا أدريْ أيَرضا أمْ سَيَبْقى
نَفوراً ؟ يا رِضا الظَّبْيِ النَّفُورِ
ويا رَضْوى طُوَى لو راضَ ثَغْريْ
إوَزُّ النِّيـلِ في وادي الطُّيورِ
ومـازَجَ بالبُحَيْـرةِ ما أراقـا
سُلافَ اثنَيْنِ مِنْ نَـارٍ ونُـورِ
إذاً لَشَمَمْتُ بالعَيْنَينِ طُوراً
وجِئْتُ بِجَمْرةٍ مِنْ نُورِ طُورِ
وطالَبْتُ الَّتيْ وصَلَتْ أخيراً
تُـنَقِّـطُ صَفْحَةَ الفَصلِ الأخِيـرِ
وتَرسُمُ نَهْدَهـا كأسَـاً كَبيـراً
وتَسكُبُ ما تَشاءُ مِنَ الخُمورِ
سأصطَبِحُ السَّنا مِنْ ياءِ سِيْنا
وأجبُرُ باسمِها وجَعَ السُّـطورِ
وأغتَبِقُ النَّدى بِجِـمامِ كأسٍ
عَلَيْها ما تَعَلَّـقَ مِنْ عُـطُـورِ
وأترُكُـها تَنـامُ بِـلا غِطـاءٍ
وأسكَرُ فَوقَ طَيَّـاتِ الحَريرِ
إلى أن تُصبِحَ الأنَّـاتُ آهَـاً
تُوحِّدُ بَينَ مَمْطُورَيِّ جُـورِيْ
وأرجِعُ لا هواءَ يَشيلُ رُوحيْ
كَسيرَ الجُّنْحِ في سِربِ النُّسُورِ
الشاعر حسن علي المرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق