على أبواب المدينة
**************
على أبواب المدينة
تحاصرني الكلاب
تنبحني طويلا
تشتهي نهش لحمي
يطرحني الشوق أرضا
و أنا منذ أمد أعتليه
يفّر هاربا ..
غير سائل عنّي ..
*****
على أبواب المدينة
يلهبني الظمأ
ظمئي يجافيه النّبع
ألثم ثرى الساقية
على ضفّة الحلم
أشاهد العمر يركض
خلف الوعود الكاذبة
*****
خلف سراب الأمنيات
على عجل أجمع بقاياي
على هاته الأرض
لم يعد لي بقاء
ما قيّظه العمر
هشيم الفصول
أولى به منّي
و النواطير سأتركها
تحاكي الهاجرة
تفزع منها الغيوم
كلّما أرادت الرّحيل
*****
الأحداث و الذكريات
في سهوب التاريخ سأرميها
لم يبق وقت لألملم جراحاتي
قد يدركني الآتي
بجحافله الكبيرة
قرب انكساراتي
آه .. و ألف آه ..
هاته الأرض :
أرض وجود ..
أرض حياة ..
أرض نماء ..
لم تكن يوما
أرض موت
أو أرض فناء
كيف يحجبون بسمة شمسها
و ضحكة قمرها
و حوّلوها أرض شقاء
فيا رجالا ..
و يا نساء فرسانا ..
كنتم متمترسين
في الداخل و الخارج
على حدّ السواء
أين أنتم ؟!
أين تواريتم؟!
كيف ترضون ...
أن يستبيحنا الجدب ؟!
إلام نظلّ نراقب شحوب أيّامنا ؟!
*****
على عتبات المدينة
واقع قاتم يحجب عنّي
سماء الأمل
دهر يجترّ ملامح العذاب
من ذاكرة النسيان
يعرضها عليّ
يزيد في غيظي
و الأرض جافّة
تنشد كلّ السّوائل
قاحلة أيّامي
لا ربيع يغزوها
و لا نور يكسوها
قلبي الجسور تذبحه الأنّاة
ماذا صنعت أنا ؟
لتحاصرني العذابات ؟
بالأمس كانت المدينة....
من محاسنها يعبّون ..
من بسط يديها يأكلون
و من حنانها يدّخرون ..
بالأمس كانت..
تسرجّ خطاها للمدى
لكلّ عنيد أثيم ..
هي ما ظلمت الزّمن قطّ
لكنّه زاد في ظلمها
هيّ ما تذلّلت للأيّام أبدا
لكنّها تحبّذ تركيعها
لكن هيهات .. ! هيهات..!
لن تقدر .. و لن يقدرون
و الأيّام زائلة ..
و هم أيضا زائلون .. زائلون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق