السبت، 4 أغسطس 2018

صحيفة مجلة ملتقى الشعراء والأدباء // قراءة وتحليل //للدكتور أحمد بدير // ومضة بعنوان همسة المشتهي// بقلم المتالق محمد الخضر

التدرج ودوره ...
في جلاء المعني...

في ومضة ...
همسة المشتهي

للمبدع: محمد الخضر
قراءة د. احمد بدير

تقول الومضة

همسة المشتهى

سمعتَ
نهر الشمس
بفيض
يخزن ضوءه
في دنان العناقيد
على وعد الخمر

سمعتَ
صوت القمر
يخطو
وراء الشجر
صوت
أجنحة العبير
يطير
من ثغر الزهر

سمعتَ
صوت
رفيف
أجنحة الفراش
صوت
ضحكة اللوز
يرفل بثوب البياض
هطل الندي
على وجه الفجر

صوت
بسمة النسمة
تستريح
في ظل الشجر
في حضن الغيمة
ضحكات
قطرات المطر

صوت الحرير
أنثال
على مرمر الخصر
رفة الهدب
دبيب الحمرة
على خد الخجل

همسها
أرق
حنون الريح
أذاب
روح الناي
لحن
الوجود
ضوءاً
في حضن العدم

كانت البداية ب (سمعت )كي يلفت المبدع سمع المتلقي بكل قوة ...ليشاركه حالته التي يعيش فيها...
واختار (سمعت )دون (رأيت) او (أبصرت) لان الأذن تعشق قبل العين أحيانا...ولان  السمع غير محدد بخلاف البصر او الرؤيا فانهما يختصان بالمقابل فقط ...لذا فدائرة السمع اوسع من دائرة البصر...
ثم استعان على بيان مراده بالصور الاستعارية...للتشخيص وتوضيح المعني...فجعل ...
نهر الشمس يفيض
يخزن ضوءه
في دنان العناقيد
علي وعد الخمر

لوحة فنية مكتملة العناصر...تشتمل على كل العناصر الفنية من صوت ولون وحركة...
فالصوت في (سمعت )وجاء به فعلا ماضيا ليدل علي تحقق وقوع السمع ...فكانه يريد ان يقنع المتلقي ان ماامامه حقية وليس محازا ..
واللون في لون  (الشمس ) باشعتها الذهبية التي تبعث في الكون الدفء والامل....
وأضافه النهر الي الشمس (نهر الشمس )ليجمع بين العطاء في النهر ...والشهرة وعلو الشأن في الشمس..
والحركة في (يفيض ) وفيه دلالة علي الكثرة  ...
و(يخزن )لتتآذر مع  حركة(يفيض ) ليبين مدي كثرةحركة  الضوء ...
في دنان العناقيد
علي وعد الخمر
صورة خيالية رائعة جمع فيها المبدع بين المتباعدات واستطاع ان يأتي بها في نسق بديع عحيب
أدهش المتلقي وجذبه للقراءة والتمتع والتفكر
دام الابداع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق