الاثنين، 22 أكتوبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // إنا هنا باقون لكن // بقلم المتالق عصام احمد سيف

إنَّا هُنا باقُونَ لكنْ
قُلِّي بِرَبِّكَ ماذا
أقولُ فِ سَفْحِ
صنعاءَ الأَغَرْ

ماذا أُحَدِّثُ عَنْ
حَضَاراتٍ تَوارتْ
في دُجَى ليلٍ أتانا
بِمِعْولٍ هَدَّامَ يَنْحَتُ
في صُخورِ ربُى
صنعاء آيات الضرر

وفي عدن البسالةَ
ماجرى في
الشَّامِخاتِ
الشَّاهِقاتِ
تموتُ واقِفةً
وما لقاتِلِها أثر

أو ما الذي يجري
فِ بحرِها الهدَّاج
يُقْلِقُ موجُهُ
السَّجانُ فلا أرتوي
الجبلانِ لا ولا
البحر آستقر

وفي الحديدةِ
ماعادَ الغروبُ
للشمسِ دَيْدَنُها
ولا جراحاتِ المرافئُ
تَبْرى ونيرانُ المدافعِ
في شوارِعها مطر

والشَّاسِعاتِ السَّمْرُ
أضْحَتْ بِكلِّ شِبْرٍ
بِها الثَّكناتُ ثَكْلى
ويأوي إليها تُجَّارُ
الحُروبِ وما
للأوفياءِ بها مقر

وماذا عن تعزُّ العزِّ
بيتُ العلمِ والأقلامِ
أمُّ السِّلمِ والأعلامِ
حالمةً بِها الأحلامُ
جاثِيةً يُعانِقُها الظفر

وقد غَسَلتْ ثراها
بالدموعِ وبالدماءِ
تلوَّنَتْ أزهارُها والموتُ
يحفرُ في مشَاتِلها حُفر

فاصْدحْ بِصوْتِك ثائراً
رَدِّدْ معي مابالُ قادَتُنا
باعوا القضيةَ رُغْمَ أنَّ
الحقَّ يصدُقُه الخبر

وآجْلِبْ بِخَيْلِكَ وآعتَبر
إنَّ النَّوازِل في الحقيقةِ
تُهْدِنا أجملْ عِبر

فالْحَقْ بِركْبِ الخَيِّرِيِنَ
وآقْصِدْ بِمَشْيِكَ هارباً
أو خائفاً أو عالماً
ينْجو بِأنْفاسٍ لهُ
باتًتْ تُعَدُّ بِدائِرةِ الخطر

لا تَلْتَفِتْ للنَّاسِ خَلْفَكَ
مهما جُوِّعو أوْ شُرِّدُو
وآغْضُضْ بِصَوْتِكَ
لا تَلُمْ أحداً قُل إنَّما
شاءَ القدر

والنَّاسُ مَوْتَى في
الحياةِ يُراهِنُون
على موتِ الضَّميرِ
وإنَّها تَعْمَى القلوبُ فلا
يُأخاذُها البصر

إنَّا هُنا في
حَضْرموت الخير
في مأربَ التأريخِ
في إبُّ الجميلةَ
ساحرةَ القلوبِ
وآسرةُ النظر

ومن رُبى رَيْمَةَ الحسْناءَ
نمشي إلى المَحْويتِ
كي نلقى الأحبةَ في
ضواحي حجةَ الشَّمَّاءَ
حيثُ الملتقى وبها
المُستقَر


ومن ذمار إلى البيضاءِ
تاريخُ الجدودِ الشُّم
إلى شبوةَ الفيْحاءَ
وفي شاطِئِ الوادي
بِقاعِ الجوْفِ أدركَنَا
السحر

فأتْمَمْنا مسيرتَنا
إلى صَعْدَةَ الغراء
وأرخَيْنا سُدولَ الليلِ
في عَمْرانَ نأوي إليها
بِلا ضجر

إنَّا هُنا باقونَ
في كلِّ شِبْرٍ طاهرٍ
في أرضِنا لن نَنْثَنِي
أو نَنْحَنِي
إلاَّ لِخالقِ الأكوانِ
قاهرُ من تألَّهَ
في البَشر

عصام احمد سيف
22/10/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق