. . . شَـقـاوةُ نَـهْـد . . .
خُـدودُكِ ؟ لا أُبـالِـغُ إِنْ تَـفِـيـقيْ
نَـدِيُّ شَــقـيـقَـةٍ غَـيْـرِ الشَّـقـيـقِ
بِـهـا مِـنْـهُ احـمِـرارٌ لـيـسَ إلّا
تَـدَرَّجَ فـاتِـحـاً حـتَّى الـرَّقـيقِ
تَـجَـمَّـرَ ليـسَ مِنْ عَـطَشٍ قَديمٍ
ولا مِـنْ وهْـجِ عـاشِـقَةِ الشُّـروقِ
و لا مِـنْ ظُـلْـمِ عـابِـثَـةِ الأيـاديْ
و لا مِـنْ لَـثْـمِ ذِي وَجَـعٍ أنـيـقِ
ولـكِـنْ مِـنْ بَـلاغَـةِ كُـلِّ هـذا
و أشـــياءٌ تُـنَـمِّـلُ إنْ تَـذُوقِـيْ
جُـمِـعْـنَ صَـبـاحَ أيـلُـولٍ نَـطُـوقٍ
بِـقُـبْـلَـةِ ذيْ لُـبـانـاتٍ خَـلُـوقِ
يُـقَـدِّسُ كُـلَّ أحـمَـرَ مُـستَـفـيـقٍ
على كـأسَيـنِ مِنْ ذاتِ الـرَّحـيقِ
و يَـمزُجُ صِـرفَ ذي عِـنَبٍ كَـميـتٍ
بِـأُخـرى مِنْ سَـلَمْيَةَ تَـحتَ زيـقِ
و يَـشـربُ مِـنْ مَـسـيلٍ بَـينَ زَوجٍ
مِـنَ الآكـامِ فـي مَـرِحٍ مَـضـيـقِ
هَـبَـطُّـتُ ولـيسَ لـيْ عَـمَـلٌ ولـكنْ
دَعَـتْـنيْ نُـفْـرتانِ مِـنَ الـعَـقـيـقِ
و مـا غـادَرتُ مِـنْ بَـلَـدٍ شَـقـيـقٍ
إلى أنْ صِـرتُ في بَـلَـدٍ شَـقـيـقِ
و عُـدْتُ مُـحَـمَّـلاً مِـنْ كُـلِّ خَـدٍّ
بِـمـاءِ الـوردِ مِـنْ وجْـهٍ طَـلـيـقِ
و مِـمّـا كـانَـتْ الـحـوراءُ عَـيْـناً
تُـظـاهِـرُ بالـمُـغَـمِّـضِ و الـفَـتـيـقِ
و بِالـعَـرَقِ الخَـجولِ وقد تَـهادى
مِـنَ الـتَّـلَّـيْنِ في الوادي العَـمـيقِ
و أنـويْ سَـفْـرَةً مِنْ دُونِ رُجْـعَى
إذا ســافَـرتُ فـي ذاتِ الـطَّـريـقِ
فَـنـامِـيْ بَـيْـنَ وارفَـةٍ و أُخْـرى
تَـمَـنَّـتْ ما تَـفـيـقُ لِأَنْ تَـفـيـقـيْ
إلـى مـا شـاءَ .. أو نـاداكِ قَـلْـبٌ
قَـلـيـلُ هَـواهُ ذو وَجَـعٍ عَـتـيـقِ
يُـحاوِلُ في خَـريـفِ العُمْرِ كـأْساً
بِـرِيـقِ لَـماكِ أو مِنْ بَـعـضِ رِيــقِ
لَـعَـلَّ و نَـهْـدُ لَـيلى نِـصْـفُ عـارٍ
و شَــقَّ عَـلـيهِ إكـمـالُ الشَّــهـيـقِ
يُـسافِرُ في دَميْ مِنْ دُونِ مَجْرى
و يَـشْقــى مـا تَـشاقَـى في عُـروقِيْ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٩/٢م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق