السبت، 13 أكتوبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // سيد الوقت // بقلم المتالق سمير الخلف

سيد الوقت

ياسيّدَ الوقتِ المُدمَّى خُذ يدي
هي لم تَعد.موصولةً في ساعدي

ماعدتُ أحملها ولا أحتاجها
وعقولُ قومي في ظلامِ المعبدِ

ياسادةَ الأحلامِ هاتوا حكمةً
وارموا ظلالَ البؤسِ في جُبِ العَدي

فاليومُ باتَ على صفيحٍ ساخنٍ
والأمسُ أمسى لعبةَ المُتَعبِدِ

هذا يناضلُ في سبيلِ ضلالةٍ
لم يدرِ معنى العِلمِ والمتجددِ

يعطي البيانَ جلالةً ومهابةً
فيتوهُ بين مُسالمٍ ومُشَدِّدِ

آهٍ منَ الأحقاد يزرعها الردي
تفني الرجاحةَ في ضلالِ المُرشِدِ

يبني على الأوهامِ حُكماً باطِلاً
فيصوغها جهلاً وفيها يَقتدي

يزني بتاريخٍ مضى في حالهِ
ماهمَّهُ لو كان موتاً يرتدي

فيردّدُ الأقوالَ دونَ درايةٍ
ليصيرَ حِرزاً في ذيولِ المُعتدي

ليعيدَ للوطنِ النحيبَ بفتنةٍ
ودماءُ من ضحوا لهُ لم تبردِ

ولصاحبِ الإفتاءِ دون درايةٍ
يهدي الأنامَ بطبلةٍ في المَولِدِ

الله ما أعطاكَ صكَّ براءةٍ
كي تصلبَ الكُفّارَ كالمتهجدِ

فإليه مرجعهم بيوم قيامةٍ
ماضرهُ من يستعين بملحدِ

فانظرْ إلى مَلكوتِهِ بتمعنٍ
ولغايةِ الخلقِ المُعاذ بمُوجِدِ

سترى الوجودَ على حقيقةِ أمرهِ
وترى الجمالَ لكل شيءٍ يرتدي

ياسيدَ الوقتِ المُدَمّى صدفةً
مهلاً فعقلي لم يزلْ في سُؤددِ

الله ربّي وحدهُ هو آمري
وهو الّذي خلقَ النفوسَ لموعد ِ

فإليه ألجأ في صلاتي ليلةً
وإليه أجأرُ بالدعاءِ بمسجدِي

أفتي بما وهبَ الإلهُ تجلياً
ولكلِ مُجتهدٍ نصيب المهتدي

فهو العليمُ بما يجولُ بخاطري
وله أنيبُ إذا توضأ ساعِدي

لا شأنَ للأديانِ فيما أرتدي
فالأصلُ في الصلواتِ كنه الموردِ

لو يعلمِ الثَقَلان باطنَ قوله
لرأيتَ كلَ مُريد جهلٍ مهتدي

ما أجملَ الإنسانَ في ثوبِ النُهى
لو يرتديه فياجمال المشهد

فيحَكِّم العقلَ الجسورَ نزاهةً
هَيمانُ يسبحُ في مَدارِ الفَرْقَدِ

ويصوغ من لُبِّ الكلامِ كِنايةً
ليشاعَ أجملهُ بسوقِ المِرْبَدِ

فاكتب على لوحِ الخليقةِ حِكمةً
حتى تنالَ رِضاً بنُبلِ المَقصدِ

فالدينُ لله العليمِ بخلقهِ
ولكلِ عبدٍ عندهُ بابُ الغدِ

والعرفُ في الأوطانِ صار شريعةً
(لافرقَ بين مُثلثٍ وموحِدِ)

هذا هو الدينُ الحقيقي سيدي
وبه أتى عيسى بشرعِ محمدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق